للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذن نكثر، قال: "الله أكثر" (١).

وأخرج الحاكم عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة" (٢).

وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن أبي هريرة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوت فلا أرى يستجيب لي، فيدع الدعاء" (٣).

وأخرج البخاري أيضًا في "الأدب" والحاكم عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما من عبد ينصب وجهه إلى الله في مسألة، إلا أعطاه الله إياها، إما أن يعجلها له في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة".

والأحاديث في هذا كثيرة، ومعناها يرجع إلى ما ذكرناه، ومنها تعلم أن الإجابة لا بد منها، ما لم يكن الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، ولكن الإجابة ليست على ما يتوهمه السامع، بل على ما ذكر في هذه الأحاديث، ورسول الله أعلم بكتاب الله منا.

وقوله تعالى: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}، معناه: فليطيعوني، وهو المعروف في كلام العرب، قال كعب بن سعيد الغنوي:

ودَاعٍ دَعا: يَا مَنْ يجيب إلى النَّدى ... فلم يَسْتَجِبه، عِنْدَ ذاكَ، مُجِيبُ (٤)


(١) هو في "مشكاة المصابيح" ٢٢٥٩، وفي "صحيح الأدب المفرد" ٧١٠.
(٢) هو في "صحيح الجامع الصغير" ٧٧٣٩، و"مشكاة المصابيح" ٢٢٣٤.
(٣) هو في "صحيح الجامع الصغير" ٨٠٨٥، و"مشكاة المصابيح" ٢٢٢٧.
(٤) تقدم عند المصنف عند الآية ١٧.

<<  <   >  >>