وسأبدأ بكلمة المغازي، ثم أعقبها بكلمة السير، ثم أقفي بكلمة الجهاد التي اخترتها عنواناً للرسالة. "المغازي":- قال الكمال بن الهمام "وفي غير كتب الفقه يقال: كتاب المغازي، وهو أيضًا أعمّ؛ جمع مغزاة مصدرًا سماعيّاً لغزا دالاً على الوحدة، والقياسي غزو، وغزوة للوحدة كضرب وضربة، وهو قصد العدو للقتال خصّ في عرفهم بقتال الكفار". قال هذا بعد أن بين أن موضوع البحث يطلق عليه سير وجهاد. ويلوح لي أن مقصود أصحاب هذه الترجمة خصوص التحدث عن وصف الغزوات التي قام بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-. في قال الكفار، وهذا غير الكلام على قال الكفار من جهة أحكامه وآدابه، وما يتتهي به وغير ذلك ممّا هو مقصود الفقهاء. السِّيَر: جمع سيرة على زنة فِعْلة كسِدْرَة اسم لهيئة السير واستعملت في السير المعنوي، ومنه قولهم: سار بسيرة عمر، وغلب استعمالها في لسان أهل الشرع على طرائق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد قولاً وفعلاً وتقريرًا. وقد عبّر بها عن موضوع البحث محمّد بن الحسن وأصحاب الهداية والكنز وغيرهم من الحنفية. والإمام الغزالي والشيرازي وصاحب الروض وصاحب المنهاج وغيرهم من الشافعيّة، وصاحب الرّوض النضير من فقهاء الزيدية -وغيرهم. ومناسبة التعبير بها عن موضوع البحث من وجوه: =