للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من ذلك فحينئذ يلقى على قفاه ويجعل مستقبلاً بوجهه ورجليه.

والثاني: تَلْقِينُ كلمة الشَّهَادة، قال: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ قَولَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ" (١).

وقال: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ" (٢).

والأحب أن لا يلحّ الملقّن عليه، ولا يواجهه بأن يقول: قل: لا إله إلا الله، ولكن يذكر الكلمة بين يديه ليتذكرها فيذكرها، أو يقول ذكر الله -تعالى- مبارك، فنذكر الله جميعاً (٣)، ويقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإذا قال مرّة لا تعاد عليه إلا أن يتكلّم بعدها بكلام، والأحب أن يلقّن غير الورثة، فإن لم يحضر غيرهم لقّن أشفقهم عليه (٤).

والثالث: تتلى عليه سورة "يس"؛ لما روي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "اقرءوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ" (٥) واستحب بعض التابعين المتأخرين قراءة سورة "الرَّعد" عنده أيضاً.

والرابع: ينبغي أن يكون حسن الظّن باللهِ عز وجل؛ لما روى جابر -رضي الله عنه- قال: "سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول قبل موته بثلاث: "لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ" (٦).

ويستحب لمن عنده تحسين ظنّه وتطميعه في رحمة الله -تعالى جدّه-.

قال الغزالي: ثُمَّ إِذَا مَاتَ تُغْمَضُ عَيْنَاهُ، وَيُشَدُّ لِحْيَاهُ بِعِصَابَةٍ، وَتُلَيَّنُ مَفَاصِلُهُ وَيُسْتَرُ بِثَوْبٍ خَفِيفٍ، وَيُوضَعُ عَلَى بَطْنِهِ سَيْفٌ أَوْ مِرْآةٌ.


(١) أخرجه أبو داود (٣١١٧) من رواية أبى سعيد، ومسلم (٩١٦) لكن بدون لفظة (قول).
(٢) أخرجه أبو داود (٣١١٦)، والحاكم (١/ ٣٥١) وقال صحيح الإسناد.
(٣) قال النووي: هكذا قال الجمهور، يلقنه كلمة الشهادة "لا إله إلا الله". وذهب جماعات من أصحابنا إلى أنه يلقن أيضاً: محمداً رسول الله. ممن صرح به القاضي أبو الطيب، والماوردي وسليم الرازي، ونصر المقدسي وأبو العباس الجرجاني، والثاشي في "المعتمد" والأول أصح. الروضة (١/ ٦١٠، ٦١١).
(٤) قال النووي: هكذا قال الجمهور، يلقنه كلمة الشهادة: "لا إله إلا الله". وذهب جماعات من أصحابنا إلى أنه يلقن أيضاً: محمداً رسول الله. ممن صرح به، القاضي أبو الطيب، والماوردي، وسليم الرازي، ونصر المقدسي، وأبو العباس الجرجاني، والشاشي في "المعتمد" والأول أصح -والله أعلم-.
(٥) أخرجه أحمد (٥/ ٢٦، ٢٧)، وأبو داود (٣١٢١)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠٧٤، ١٠٧٥)، وابن ماجة (١٤٤٨)، والحاكم (١/ ٥٦٥) وإسناده ضعيف. انظر التلخيص (٢/ ١٠٤).
(٦) أخرجه مسلم (٢٨٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>