(٢) قال النووي: بقيت من الحمى مسائل مهمة. منها: لو غرس أو بني أو زرع في النقيع، نقضت عمارته، وقلع زرعه وكرسه، ذكره القاضي أبو حامد في "جامعه". ومنها: أن الحمى ينبغي أن يكون عليه حفّاظ من جهة الإمام أو نائبه، وأن يمنع أهل القوة من إدخال مواشيهم، ولا يمنع الضعفاء, ويأمره الإمام بالتلطف بالضعفاء من أهل الماشية، كما فعل عمر -رضي الله عنه-. قال القاضي أبو حامد: فإن كان للإمام ماشية لنفسه، لم يدخلها الحمى، لأنه من أهل القوة. فإن فعل فقد ظلم المسلمين. ومنها: لو دخل الحمى من هو من أهل القوة، فرعى ماشيته، قال أبو حامد: فلا شيء عليه، ولا غرم ولا تعزير، ولكن يمنع من الرعي، ونقل ابن كج أيضاً عن نص الشَّافعي -رضي الله عنه- أنه لا غرم عليه، وليس هذا مخالفاً لما ذكرناه في كتاب الحج، أن من أتلف شيئاً من =