ولقد أمر الإسلام على لسان نبيه صلوات الله عليه بحسن معاملة الأسرى والرفق بهم -قال ابن إسحاق: حدثني نبيه بن وهب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أقبل بالأسارى من بدر فرقهم بين أصحابه وقال استوصوا بالأسارى خيراً. قال: فكان أبو عزيزِ بن عمير أخو مصعب بن عمير. قال: فقال أبو عزبز مر بي أخي مصعب بن عمير وَرَجُلٌ من الأنصار يأسرني فَقَالَ شُدَّ يَدكَ به فَإنَّ أُمَّهُ ذَاتَ مَتاعِ لعلها نفد به منك، قال وكنت في رهط من الأنصار، حِيْنَ أَقْبَلُوا بي من بدر فكانوا إذا قدموا غَذاءَهُم أَو عشاءهم خَصونِي بِالخبز وَأَكَلُوْا التَّمْر لِوَصِيَّةِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إِيَّاهُم بنَا مَا يَقَع في يَدِ رجل منهم كسرة خبز إلا نفحني بها قال: فأستحي فأرَدُّهَا عَلَى أَحَدِهِمْ فَيَرُدُّهَا عَلَيَّ مَا يَمَسُّهَا. وروي بن إسحق أيضاً أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أراد أن ينزع ثنيتي سهيل بن عمرو من أسرى بدر فمنعه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال له لاَ أُمَثّلُ بِهِ فَيُمَثِّلُ اللهِ بِي وَإنْ كُنْتُ نَبِيّاً. وقد أحاط الإِسلام الرقيق بسياج العطف وشمله بالرحمة فأمر السيد أن يعامل رقيقه بالحسنى، =