للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبَّادي، واحتج بأنه يطعم الخبائث، وبأنه يَصِفُّ.

وقد رُوِيَ أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلْ مَا دَفَّ وَدَعْ مَا صَفَّ" (١) يقال: دَفَّ الطائر في طيرانه إذا حرك جناحه، كأنه يضرب بها وصَفَّ إذا لم يتحرَّك، كما تفعل الجوارح.

الثانية: كلُّ ذات طوق من الطيور حلالٌ، واسم الحمام يقع عليها جميعاً، ويدخل فيه القُمْرِيُّ والدبسي واليمام والفواخت على ما سبق في "كتاب الحج" وأدرج في هذا القسم الوَرَشان (٢) والقَطَا واليعاقيب (٣)، وكلُّها من الطيبات.

الثالثة: ما عَلَى شكل العصفور وفي حده، فهو حلال، واحتج له بما رُوِيَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَقْتُلُ عَصْفُوراً فَمَا فوْقَهَا بغَيْرِ حَقِّهَا إِلاَّ سَأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا قِيلَ: وَمَا حَقّهَا قَالَ: يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا، وَلاَ يَقْطَعُ رَأسَهَا، فيَطْرَحُها" (٤) ويدخل في الاسم الصَعْوَة (٥) والزُّرْزُور (٦) والنّغَر (٧) والبلبل، ويُقَالُ: إن أهل المدينة يسمون


(١) يقال دف الطائر في طيرانه إذا حرك جناحيه، كأنه يضرب بهما دفه، وصف إذا لم يتحرك كالجوارح، قال الحافظ في التلخيص: هذا الحديث لم أرِ من خرجه، إلا أن الخطابي ذكره في غريب الحديث وفسره.
(٢) بالشين المعجمة وهو ذكر القماري والجمع وراشين ويجمع أيضاً على ورشان بكسر الراء ككروان جمع للطائر وقيل إنه طائر يتولد بين الفاختة والحمامة وبعضهم يسيه الورشين وفي ذلك يقول ابن عنين ملغزا:
يا علماء القريض إني ... أعجزني في القريض كشف
فخبروني عن اسم طير ... النصف ظرف والنصف حرف
وكنيته أبو الأخضر وأبو عمران وأبو النائحة وهو أصناف منها النوبيّ وهو أسود وحجازي إلا أنه أشجى صوتاً منه ومزاجه بارد رطب بالنسبة إلى مزاج الحجازيات وصوته بين أصواتها كصوت العود بين الملاهي والورشان يوصف بالحنوّ على أولاده حتى أنه ربما قتل نفسه إذا رآها في يد القانص.
(٣) اليعقوب ذكر الحجل قال الجواليقيّ وهو عربيّ صحيح وأما يعقوب اسم نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- فهو أعجميّ كيوسف ويونس واليسع وقال الجوهريّ يعقوب اسم رجل لا ينصرف في المعرفة للعجمة والتعريف واليعقوب ذكر الحجل مصروف لأنه عربيّ لم يغير وإن كان مزيداً في أوّله فليس على وزن الفعل، ويوصف اليعقوب بكثرة العدو وشدّته والمراد باليعاقيب كور القبيح وقال بعضهم أنه هنا العقاب والمشهور الأول واليعقوب والقبيح والحجل راجع إلى نوع واحد ينظر: حياة الحيوان ٢/ ٤٨١ - ٤٨٢.
(٤) أخرجه الشَّافعي [١٧٠٦٦] وأبو داود والحاكم [٤/ ٢٣٣] من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: صحيح الإسناد، وأعله ابن القطان بصهيب مولى ابن عامر، الراوي عن عبد الله، فقال: لا يعرف حاله، ورواه الشافعي وأحمد والنسائي [٧/ ٢٠٦ - ٢٠٧ و ٢٣٩] وابن حبان عن عمرو بن الشريد عن أبيه مرفوعاً، بلفظ من قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله يوم القيامة، يقول: إن فلاناً قتلني عبثاً، ولم يقلني منفعة.
(٥) طائر من صغار العصافير أحمر الرأس وهو بفتح الصاد وإسكان العين المهملتين والجمع صعو، وفي كتاب العين والمحكم صغار العصافير ينظر: حياة الحيوان ١/ ٧٦.
(٦) طائر من رتبة العصفوريات، وهو أكبر قليلاً من العصفور، وله منقار طويل ذو قاعدة عريضة، ويغطي فتحة الأنف غشاء قُرْنِيٌّ، وجناحاه طويلان مذببان، ويستوطن أوروبا وشمالي آسيا وإفريقية، الجمع: زرازير ينظر: المعجم الوسيط ١/ ٣٩٢.
(٧) بضمّ النون وفتح الغين المعجمة قال الجوهري أنه طير كالعصافير حمر المناقير والجمع نغران كصرد وصردان ومؤنثة نغرة كهمزة وأهل المدينة يسمونه البلبل كما ذكر المصنف ينظر: حياة الحيوان ٢/ ٤٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>