أخرجه أبو داود في السنن، وفيه محمد بن إسحاق مدلس قال: فيه: عن، وإذا قال المدلس: عن. لا يحتج به اتفاقاً، واحتج أيضاً بحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحج فقالت امرأة لزوجها: احججني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما عندي ما أحججك عليه. فقالت: أحججني على جملك فلان. قال: ذلك حبيس في سبيل الله عزَّ وجلَّ، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله، وانها سألتني الحج معك. قالت: احججني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: ما عندي ما أحججك عليه. فقالت: أحججني على جملك فلان. فقلت ذلك حبيس في سبيل الله. فقال: أما إنك لو أحججتها عليه كان في سبيل الله. رواه أبو داود بإسناد صحيح. واحتج الأصحاب بأن المفهوم في الاستعمال المتبادر إلى الافهام أن سبيل الله تعالى هو الغزو وأكثر ما جاء في القرآن الكريم كذلك. وأجابوا عما أوردناه من الأحاديث بأن الحديث الأول ضعيف لعنعنة محمد بن إسحاق. والثاني: من الأحاديث أن الحج يسمى سبيل الله، ولكن الآية محمولة على الغزو. (٢) أما الأول: فأخذه بالاستقراء ولم أره صريحاً.