الذِّرَاعِ، دَقِيقَ مُسْتَدَقِّهَا، ضَخْمَ عَضَلَةِ السَّاقِ، مُسْتَدَقِّهَا، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، وَلَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ، كَثِيرَ التَّبَسُّمِ.
وَأَمَّا نَسَبُهُ فَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافِ (بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ) . وَهُوَ أَوَّلُ خَلِيفَةٍ، أَبَوَاهُ هَاشِمِيَّانِ، وَلَمْ يَلِ الْخِلَافَةَ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا مَنْ أَبَوَاهُ هَاشِمِيَّانِ غَيْرُهُ، وَغَيْرُ الْحَسَنِ وَلَدِهِ، وَمُحَمَّدٍ الْأَمِينِ، فَإِنَّ أَبَاهُ هَارُونُ الرَّشِيدُ وَأُمُّهُ زُبَيْدَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الْمَنْصُورِ.
وَأَمَّا أَزْوَاجُهُ، فَأَوَّلُ زَوْجَةٍ تَزَوَّجَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا حَتَّى تُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ، وَكَانَ لَهُ مِنْهَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ مُحْسِنٌ، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ صَغِيرًا، وَزَيْنَبُ الْكُبْرَى، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى. ثُمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَهَا أُمَّ الْبَنِينِ بِنْتَ حَرَامٍ الْكِلَابِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ الْعَبَّاسَ، وَجَعْفَرًا، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَعُثْمَانَ، قُتِلُوا مَعَ الْحُسَيْنِ (بِالطَّفِّ، وَلَا بَقِيَّةَ لَهُمْ غَيْرَ الْعَبَّاسِ، وَتَزَوَّجَ لَيْلَى بِنْتَ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ النَّهْشَلِيَّةَ التَّمِيمِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ، قُتِلَا مَعَ الْحُسَيْنِ) . وَقِيلَ: إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ بِاْلَمَذَارِ، وَقِيلَ: لَا بَقِيَّةَ لَهُمَا. وَتَزَوَّجَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا الْأَصْغَرَ، وَيَحْيَى، وَلَا عَقِبَ لَهُمَا. وَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ، وَقُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ. وَقِيلَ: إِنَّهَا وَلَدَتْ لَهُ عَوْنًا. وَلَهُ مِنَ الصَّهْبَاءِ بِنْتِ رَبِيعَةَ التَّغْلِبِيَّةِ، وَهِيَ مِنَ السَّبْيِ الَّذِينَ أَغَارَ عَلَيْهِمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِعَيْنِ التَّمْرِ، وَوَلَدَتْ لَهُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ، وَرُقَيَّةَ بِنْتَ عَلِيٍّ، فَعُمِّرَ عُمَرُ حَتَّى بَلَغَ خَمْسًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، فَحَازَ نِصْفَ مِيرَاثِ عَلِيٍّ، وَمَاتَ بَيِنْبُعَ. وَتَزَوَّجَ عَلِيٌّ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا الْأَوْسَطَ، وَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَكْبَرُ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، أُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرٍ، مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. وَتَزَوَّجَ عَلِيٌّ أَيْضًا أُمَّ سَعِيدٍ ابْنَةَ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ الْحَسَنِ، وَرَمْلَةَ الْكُبْرَى، (وَأُمَّ كُلْثُومٍ) ، وَكَانَ لَهُ بَنَاتٌ مِنْ أُمَّهَاتٍ شَتَّى لَمْ يُذْكَرْنَ لَنَا، مِنْهُنَّ أُمُّ هَانِئٍ، وَمَيْمُونَةُ، وَزَيْنَبُ الصُّغْرَى، وَرَمَلَةُ الصُّغْرَى، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى، وَفَاطِمَةُ، وَأُمَامَةُ، وَخَدِيجَةُ، وَأُمُّ الْكِرَامِ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute