للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ]

٣٤١ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ

ذِكْرُ حِصَارِ الْبَصْرَةِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ يُوسُفُ بْنُ وَجِيهٍ صَاحِبُ عَمَّانَ فِي الْبَحْرِ وَالْبَرِّ إِلَى الْبَصْرَةِ (فَحَصَرَهَا.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ لَمَّا سَلَكَ الْبَرِّيَّةَ إِلَى الْبَصْرَةِ) ، وَأَرْسَلَ الْقَرَامِطَةُ يُنْكِرُونَ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَأَجَابَهُمْ بِمَا ذَكَرْنَاهُ، عَلِمَ يُوسُفُ بْنُ وَجِيهٍ اسْتِيحَاشَهُمْ مِنْ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ يُطْمِعُهُمْ فِي الْبَصْرَةِ، وَطَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَمُدُّوهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَرِّ، فَأَمَدُّوهُ بِجَمْعٍ كَثِيرٍ مِنْهُمْ، وَسَارَ يُوسُفُ فِي الْبَحْرِ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى الْوَزِيرِ الْمُهَلَّبِيِّ وَقَدْ فَرَغَ مِنَ الْأَهْوَازِ وَالنَّظَرِ فِيهَا، فَسَارَ مُجِدًّا فِي الْعَسَاكِرِ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَدَخَلَهَا قَبْلَ وُصُولِ يُوسُفَ إِلَيْهَا، وَشَحَنَهَا بِالرِّجَالِ، وَأَمَدَّهُ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ بِالْعَسَاكِرِ وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَتَحَارَبَ هُوَ وَابْنُ وَجِيهٍ أَيَّامًا، ثُمَّ انْهَزَمَ ابْنُ وَجِيهٍ، وَظَفَرَ الْمُهَلَّبِيُّ بِمَرَاكِبِهِ وَمَا مَعَهُ مِنْ سِلَاحٍ وَغَيْرِهِ.

ذِكْرُ وَفَاةِ الْمَنْصُورِ الْعَلَوِيِّ وَمِلْكِ وَلَدِهِ الْمُعِزِّ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الْمَنْصُورُ بِاللَّهِ أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْقَائِمِ أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَهْدِيِّ سَلْخَ شَوَّالٍ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَبْعَ سِنِينَ وَسِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>