للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ]

٢٨٢ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

ذِكْرُ النَّيْرُوزِ الْمُعْتَضِدِيِّ

فِيهَا أَمَرَ الْمُعْتَضِدُ بِالْكِتَابَةِ إِلَى الْأَعْمَالِ كُلِّهَا وَالْبِلَادِ جَمِيعِهَا بِتَرْكِ افْتِتَاحِ الْخَرَاجِ فِي النَّيْرُوزِ الْعَجَمِيِّ، وَتَأْخِيرِ ذَلِكَ إِلَى الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ حُزَيْرَانَ، وَسَمَّاهُ النَّيْرُوزَ الْمُعْتَضِدَيَّ، وَأُنْشِئَتِ الْكُتُبُ بِذَلِكَ مِنَ الْمَوْصِلِ، وَالْمُعْتَضِدُ بِهَا وَأَرَادَ التَّرْفِيهَ عَنِ النَّاسِ، وَالرِّفْقَ بِهِمْ.

ذِكْرُ قَصْدِ حَمْدَانَ، وَانْهِزَامِهِ، وَعَوْدِهِ إِلَى الطَّاعَةِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَتَبَ الْمُعْتَضِدُ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، وَحَمْدَانَ بْنِ حَمْدُونَ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي الْمَوْصِلِ، فَبَادَرَ إِسْحَاقُ، وَتَحَصَّنَ حَمْدَانُ بِقِلَاعِهِ، وَأَوْدَعَ أَمْوَالَهُ وَحَرَمَهُ، فَسَيَّرَ الْمُعْتَضِدُ الْجُيُوشَ نَحْوَهُ مَعَ وَصِيفٍ مُوشْكِيرَ، وَنَصْرٍ الْقُشُورِيِّ، وَغَيْرِهِمَا، فَصَادَفُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ كُورَةَ وَأَصْحَابَهُ مُتَحَصِّنِينَ بِمَوْضِعٍ يُعْرَفُ بِدَيْرِ الزَّعْفَرَانِ، مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ.

وَفِيهَا وَصَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ حَمْدُونَ، فَلَمَّا رَأَى الْحُسَيْنُ أَوَائِلَ الْعَسْكَرِ طَلَبَ الْأَمَانَ، فَأُمِّنَ، وَسُيِّرَ إِلَى الْمُعْتَضِدِ، وَسَلَّمَ الْقَلْعَةِ، فَأَمَرَ الْمُعْتَضِدُ بِهَدْمِهَا.

وَسَارَ وَصِيفٌ فِي طَلَبِ حَمْدَانَ، وَكَانَ بِبَاسُورِينَ، فَوَاقَعَهُ وَصِيفٌ وَقَتَلَ مِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةً، وَانْهَزَمَ حَمْدَانُ فِي زَوْرَقٍ كَانَ لَهُ فِي دِجْلَةَ، وَحَمَلَ مَعَهُ مَالًا كَانَ لَهُ، وَعَبَرَ إِلَى الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ دِجْلَةَ، فَصَارَ فِي دِيَارِ رَبِيعَةَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>