للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.]

٤٦٧ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.

ذِكْرُ وَفَاةِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَذِكْرُ بَعْضِ سِيرَتِهِ.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، لَيْلَةَ الْخَمِيسِ ثَالِثَ عَشَرَ شَعْبَانَ، تُوُفِّيَ الْقَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْقَادِرِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْأَمِيرِ إِسْحَاقَ بْنِ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ.

وَكَانَ سَبَبُ مَوْتِهِ أَنَّهُ قَدْ أَصَابَهُ شَرَى، فَافْتَصَدَ، وَنَامَ مُنْفَرِدًا، فَانْفَجَرَ فَصَادُهُ، وَخَرَجَ مِنْهُ دَمٌ كَثِيرٌ وَلَمْ يَشْعُرْ، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ضَعُفَ وَسَقَطَتْ قُوَّتُهُ، فَأَيْقَنَ بِالْمَوْتِ، فَأَحْضَرَ وَلِيَّ الْعَهْدِ، وَوَصَّاهُ بِوَصَايَا، وَأَحْضَرَ النَّقِيبَيْنِ وَقَاضِيَ الْقُضَاةِ وَغَيْرَهُمْ مَعَ الْوَزِيرِ ابْنِ جَهِيرٍ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ جَعَلَ ابْنَ ابْنِهِ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَلِيَّ عَهْدِهِ.

وَلَمَّا تُوُفِّيَ غَسَّلَهُ الشَّرِيفُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ.

وَكَانَ عُمْرُهُ سِتًّا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَخِلَافَتُهُ أَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّامًا، وَقِيلَ كَانَ مَوْلِدُهُ ثَامِنَ عَشَرَ ذِي

<<  <  ج: ص:  >  >>