[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ]
٤٩٧ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ
ذِكْرُ مُلْكِ بَلْكَ بْنِ بَهْرَامَ بْنِ أُرْتُقَ مَدِينَةَ عَانَةَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، اسْتَوْلَى بَلْكُ بْنُ بَهْرَامَ بْنِ أُرْتُقَ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي إِيلْغَازِي بْنِ أُرْتُقَ، عَلَى مَدِينَةِ عَانَةَ، وَالْحَدِيثَةِ، وَكَانَ لَهُ مَدِينَةُ سَرُوجٍ، فَأَخَذَهَا الْفِرِنْجُ مِنْهُ، فَسَارَ عَنْهَا إِلَى عَانَةَ وَأَخَذَهَا مِنْ بَنِي يَعِيشَ بْنِ عِيسَى بْنِ خِلَاطٍ، فَقَصَدَ بَنُو يَعِيشَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ صَدَقَةَ بْنَ مَزْيَدٍ، وَمَعَهُمْ مَشَايِخُهُمْ، فَسَأَلُوهُ الْإِصْعَادَ إِلَيْهَا، وَأَنْ يَتَسَلَّمَهَا مِنْهُمْ، فَفَعَلَ وَأَصْعَدَ مَعَهُمْ.
فَرَحَلَ التُّرْكُمَانُ وَبَهْرَامُ عَنْهَا، وَأَخَذَ صَدَقَةُ رَهَائِنَهُمْ، وَعَادَ إِلَى حِلَّتِهِ، فَرَجَعَ بَلْكُ إِلَيْهَا وَمَعَهُ أَلْفَا رَجُلٍ مِنَ التُّرْكُمَانِ، فَمَانَعَهُ أَصْحَابُهُ قَلِيلًا، وَاسْتَدَلَّ عَلَى الْمَخَاضَةِ إِلَيْهَا، فَخَاضَهَا وَعَبَرَ، وَمَلَكَهُمْ وَنَهَبَهُمْ، وَسَبَى جَمِيعَ حَرَمِهِمْ وَانْحَدَرَ طَالِبًا هَيْتَ مِنَ الْجَانِبِ الشَّامِيِّ، فَبَلَغَ إِلَى قَرِيبٍ مِنْهَا، ثُمَّ رَجَعَ مِنْ يَوْمِهِ، وَلَمَّا سَمِعَ صَدَقَةُ جَهَّزَ الْعَسَاكِرَ، ثُمَّ أَعَادَهُمْ عِنْدَ عَوْدِ بَلْكَ.
ذِكْرُ غَارَةِ الْفِرِنْجِ عَلَى الرَّقَّةِ وَقَلْعَةِ جَعْبَرَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي صَفَرٍ، أَغَارَ الْفِرِنْجُ مِنَ الرُّهَا عَلَى مَرْجِ الرَّقَّةِ وَقَلْعَةِ جَعْبَرَ، وَكَانُوا لَمَّا خَرَجُوا مِنَ الرُّهَا افْتَرَقُوا فِرْقَتَيْنِ، وَأَبْعَدُوا يَوْمًا وَاحِدًا تَكُونُ الْغَارَةُ عَلَى الْبَلَدَيْنِ فِيهِ، فَفَعَلُوا مَا اسْتَقَرَّ بَيْنَهُمْ، وَأَغَارُوا، وَاسْتَاقُوا الْمَوَاشِيَ، وَأَسَرُوا مَنْ وَقَعَ بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَتِ الْقَلْعَةُ وَالرَّقَّةُ لِسَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَدْرَانَ بْنِ الْمُقَلَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ سَلَّمَهَا إِلَيْهِ السُّلْطَانُ مَلِكْشَاهْ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِيهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute