للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرَعَى عَمُودًا لِلْعَشِي

رَةِ رَافِعًا لِنِصَابِهَا ... وَيَعُولُهَا وَيَحُوطُهَا

وَيَذُبُّ عَنْ أَحْسَابِهَا ... وَيَطَا مَوَاطِنَ لِلْعَدُ

وِّ فَكَانَ لَا يَمْشِي بِهَا ... فِعْلَ الْمُدِلِّ مِنَ الْأُسُو

دِ لِحَيْنِهَا وَتَبَابِهَا ... كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ فِي

سَمَاءَ لَا يَخْفَى بِهَا ... عَبَثَ الْأَغَرُّ بِهِ وَكُ

لُّ مَنِيَّةٍ لِكِتَابِهَا ... فَرَّتْ بَنُو أَسَدٍ فِرَا

رَ الطَّيْرِ عَنْ أَرْبَابِهَا ... وَهَوَازِنٌ أَصْحَابُهُمْ

كَالْفَأْرِ فِي أَذْنَابِهَا

وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي يَوْمِ جَبَلَةَ غَيْرَ مَا ذَكَرْنَا، قَالَ: كَانَ سَبَبَهُ أَنَّ بَنِي خِنْدِفٍ كَانَ لَهُمْ عَلَى قَيْسٍ أَكْلٌ تَأْكُلُهُ الْقُعْدُدُ مِنْ خِنْدِفٍ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ فِيهِمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى تَمِيمٍ، ثُمَّ مِنْ تَمِيمٍ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَهُمْ أَقَلُّ بَطْنٍ مِنْهُمْ وَأَذَلُّهُ، فَأَبَتْ قَيْسٌ أَنْ تُعْطِيَ الْأَكْلَ وَامْتَنَعَتْ مِنْهُ، فَجَمَعَتْ تَمِيمٌ وَحَالَفَتْ غَيْرَهَا مِنَ الْعَرَبِ وَسَارُوا إِلَى قَيْسٍ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ وَخَالَفَ فِي الْبَعْضِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى ذِكْرِهِ.

وَفِي هَذَا الْيَوْمِ وُلِدَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ الْعَامِرِيُّ.

وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِنَّ الْمَجُوسِيَّةَ كَانَ يَدِينُ بِهَا بَعْضُ الْعَرَبِ بِالْبَحْرَيْنِ، وَكَانَ زُرَارَةُ بْنُ عُدَسٍ وَابْنَاهُ حَاجِبٌ وَلَقِيطٌ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَغَيْرُهُمْ مَجُوسًا، وَإِنَّ لَقِيطًا تَزَوَّجَ ابْنَتَهُ دَخْتَنُوسَ وَسَمَّاهَا بِهَذَا الِاسْمِ الْفَارِسِيِّ، وَإِنَّهُ قُتِلَ وَهِيَ تَحْتُهُ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ:

يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ دَخْتَنُوسُ

الْأَبْيَاتَ. وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[يَوْمُ ذَاتِ نَكِيفٍ]

<<  <  ج: ص:  >  >>