[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ]
٣٠٤ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ
ذِكْرُ عَزْلِ ابْنِ وَهْسُوذَانَ عَنْ أَصْبَهَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، أَرْسَلَ عَلِيُّ بْنُ وَهْسُوذَانَ، وَهُوَ مُتَوَلِّي الْحَرْبِ بِأَصْبَهَانَ، غُلَامًا كَانَ رَبَّاهُ وَتَبَنَّاهُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شَاهٍ، مُتَوَلِّي الْخَرَاجِ، فِي حَاجَةٍ فَلَقِيَهُ رَاكِبًا فَكَلَّمَهُ فِي حَاجَةِ مَوْلَاهُ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَشَتَمَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ: يَا مُؤَاجَرُ تُكَلِّمُنِي بِهَذَا عَلَى الطَّرِيقِ! وَحَرَّدَ عَلَيْهِ، فَعَادَ إِلَى مَوْلَاهُ بَاكِيًا، وَعَرَّفَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: صَدَقَ، لَوْلَا أَنَّكَ مُؤَاجَرٌ لَقَتَلْتَهُ، فَعَادَ الْغُلَامُ فَلَقِيَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ فَقَتَلَهُ، فَأَنْكَرَ الْخَلِيفَةُ ذَلِكَ، وَصَرَفَ عَلِيَّ بْنَ وَهْسُوذَانَ عَنْ أَصْبَهَانَ، وَوَلَّى مَكَانَهُ أَحْمَدَ بْنَ مَسْرُورٍ الْبَلْخِيَّ، وَأَقَامَ ابْنُ وَهْسُوذَانَ بِنَوَاحِي الْجَبَلِ.
ذِكْرُ وِزَارَةِ ابْنِ الْفُرَاتِ الثَّانِيَةِ وَعَزْلِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي ذِي الْحِجَّةِ، عُزِلَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى عَنِ الْوِزَارَةِ، وَأُعِيدَ إِلَيْهَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفُرَاتِ.
وَكَانَ (سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْفُرَاتِ كَانَ) مَحْبُوسًا، وَكَانَ الْمُقْتَدِرُ يُشَاوِرُهُ وَهُوَ فِي مَحْبِسِهِ، وَيَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى يُمَشِّي أَمْرَ الْوِزَارَةِ، وَلَمْ يَتَّبِعْ أَصْحَابَ ابْنِ الْفُرَاتِ وَأَسْبَابَهُ (وَلَا غَيْرَهُ) ، وَكَانَ جَمِيلَ الْمَحْضَرِ (قَلِيلَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute