للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ قَدِ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا لُبَابَةَ، وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ حَمْزَةَ، وَقَسَمَ الْغَنِيمَةَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَخَمَّسَهَا، وَكَانَ أَوَّلَ خُمُسٍ أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحَضَرَ الْأَضْحَى، وَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَلَّى بِالْمُسْلِمِينَ، وَهِيَ أَوَّلُ صَلَاةِ عِيدٍ صَلَّاهَا، وَضَحَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَاتَيْنِ، وَقِيلَ بِشَاةٍ، وَكَانَ أَوَّلَ أَضْحَى رَآهُ الْمُسْلِمُونَ، وَضَحَّى مَعَهُ ذَوُو الْيَسَارِ.

وَكَانَتِ الْغَزَاةُ فِي شَوَّالٍ بَعْدَ بَدْرٍ، وَقِيلَ: كَانَتْ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ، وَجَعَلَهَا بَعْضُهُمْ بَعْدَ غَزْوَةِ الْكُدْرِ.

(ذِبَابُ بِكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَبَاءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ) .

[ذِكْرُ غَزْوَةِ الْكُدْرِ]

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ.

وَكَانَ قَدْ بَلَغَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اجْتِمَاعُ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى مَاءٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: الْكُدْرُ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْكُدْرِ فَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، وَكَانَ لِوَاؤُهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَعَادَ وَمَعَهُ النَّعَمُ وَالرِّعَاءُ، وَكَانَ قُدُومُهُ - فِي قَوْلٍ - لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ شَوَّالٍ. وَبَعْدَ قُدُومِهِ أَرْسَلَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ فِي سَرِيَّةٍ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ وَغَطَفَانَ، فَقَتَلُوا فِيهِمْ وَغَنِمُوا النَّعَمَ، وَاسْتَشْهَدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، وَعَادُوا مُنْتَصَفَ شَوَّالٍ

(الْكُدْرُ بِضَمِّ الْكَافِ، وَسُكُونِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>