[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ]
٢٤٥ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَمَرَ الْمُتَوَكِّلُ بِبِنَاءِ الْمَاخُوزَةِ، وَسَمَّاهَا الْجَعْفَرِيَّةَ، وَأَقْطَعَ الْقُوَّادَ وَأَصْحَابَهُ فِيهَا، وَجَدَّ فِي بِنَائِهَا، وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا فِيمَا قِيلَ: أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، وَجَمَعَ فِيهَا الْقُرَّاءَ، فَقَرَؤُوا، وَحَضَرَهَا أَصْحَابُ الْمَلَاهِي، فَوَهَبَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَ يُسَمِّيهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْمُتَوَكِّلِيَّةَ، وَبَنَى فِيهَا قَصْرًا سَمَّاهُ لُؤْلُؤَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ فِي عُلُوِّهِ، وَحَفَرَ لَهَا نَهْرًا يَسْقِي مَا حَوْلَهَا، فَقُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ، فَبَطَلَ حَفَرُ النَّهْرِ، وَأُخْرِبَتِ الْجَعْفَرِيَّةُ.
وَفِيهَا زُلْزِلَتْ بِلَادُ الْمَغْرِبِ، فَخَرِبَتِ الْحُصُونُ، وَالْمَنَازِلُ، وَالْقَنَاطِرُ، فَفَرَّقَ الْمُتَوَكِّلُ ثَلَاثَةَ آلَافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِيمَنْ أُصِيبَ بِمَنْزِلِهِ.
وَزُلْزِلَ عَسْكَرُ الْمَهْدِيِّ، وَالْمَدَائِنُ، وَزُلْزِلَتْ أَنْطَاكِيَةُ، فَقُتِلَ بِهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَسَقَطَ مِنْهَا أَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةِ دَارٍ، وَسَقَطَ مِنْ سُورِهَا نَيِّفٌ وَتِسْعُونَ بُرْجًا، وَسَمِعُوا أَصْوَاتًا هَائِلَةً لَا يُحْسِنُونَ وَصْفَهَا، وَتَقَطَّعَ جَبَلُهَا الْأَقْرَعُ وَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute