للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذِكْرُ خَبَرِ دَارَا الْأَكْبَرِ وَابْنِهِ دَارَا الْأَصْغَرِ وَكَيْفَ كَانَ هَلَاكُهُ مَعَ خَبَرِ ذِي الْقَرْنَيْنِ]

وَمَلَكَ دَارَا بْنُ بَهْمَنَ بْنِ إِسْفِنْدِيَارَ، وَكَانَ يُلَقَّبُ جَهْرَازَادَ، يَعْنِي كَرِيمَ الطَّبْعِ، فَنَزَلَ بِبَابِلَ، وَكَانَ ضَابِطًا لِمُلْكِهِ قَاهِرًا لِمَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْمُلُوكِ، يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ، وَبَنَى بِفَارِسَ مَدِينَةً سَمَّاهَا دَارَابِجِرْدَ، وَحَذَفَ دَوَابَّ الْبُرُدِ وَرَتَّبَهَا، وَكَانَ مُعْجَبًا بِابْنِهِ دَارَا وَمِنْ حُبِّهِ لَهُ سَمَّاهُ بِاسْمِ نَفْسِهِ وَصَيَّرَ لَهُ الْمُلْكَ بَعْدَهُ.

وَكَانَ مُلْكُهُ اثْنَتَيْ وَعَشَرَ سَنَةً.

ثُمَّ مَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ دَارَا وَبَنَى بِأَرْضِ الْجَزِيرَةِ بِالْقُرْبِ مِنْ نَصِيبِينَ مَدِينَةَ دَارَا وَهِيَ مَشْهُورَةٌ إِلَى الْآنَ، وَاسْتَوْزَرَ إِنْسَانًا لَا يَصْلُحُ لَهَا، فَأَفْسَدَ قَلْبَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَتَلَ رُؤَسَاءَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْخَاصَّةُ وَالْعَامَّةُ، وَكَانَ شَابًّا غَرَّا جَمِيلًا حَقُودًا جَبَّارًا سَيِّئَ السِّيرَةِ فِي رَعِيَّتِهِ.

وَكَانَ مُلْكُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>