للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ]

٣٤٤ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ

ذِكْرُ مَرِضِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ وَمَا فَعَلَهُ ابْنُ شَاهِينَ

كَانَ قَدْ عَرَضَ لِمُعِزِّ الدَّوْلَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ [وَثَلَاثِمِائَةٍ] مَرَضٌ يُسَمَّى فَرْيَافَسْمَسَ، وَهُوَ دَوَامُ الْإِنْعَاظِ مَعَ وَجَعٍ شَدِيدٍ فِي ذَكَرِهِ، مَعَ تَوَتُّرِ أَعْصَابِهِ، وَكَانَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ خَوَّارًا فِي أَمْرَاضِهِ، فَأُرْجِفَ النَّاسُ بِهِ، وَاضْطَرَبَتْ بَغْدَاذُ، فَاضْطُرَّ إِلَى الرُّكُوبِ، فَرَكِبَ فِي ذِي الْحِجَّةِ عَلَى مَا بِهِ مِنْ شِدَّةِ الْمَرَضِ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ بَخْتِيَارَ، وَقَلَّدَهُ الْأَمْرَ بَعْدَهُ، وَجَعَلَهُ أَمِيرَ الْأُمَرَاءِ.

وَبَلَغَ عِمْرَانَ بْنَ شَاهِينَ أَنَّ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ قَدْ مَاتَ، وَاجْتَازَ عَلَيْهِ مَالٌ يُحْمَلُ إِلَى مُعِزِّ الدَّوْلَةِ مِنَ الْأَهْوَازِ، وَفِي صُحْبَتِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ التُّجَّارِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَأَخَذَ الْجَمِيعَ، فَلَمَّا عُوفِيَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ، رَاسَلَ ابْنَ شَاهِينَ فِي الْمَعْنَى، فَرَدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذَهُ لَهُ، وَحَصَّلَ لَهُ أَمْوَالَ التُّجَّارِ، وَانْفَسَخَ الصُّلْحُ بَيْنَهُمَا، وَكَانَ ذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ.

ذِكْرُ خُرُوجِ الْخُرَاسَانِيَّةِ إِلَى الرَّيِّ وَأَصْبَهَانَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ عَسْكَرُ خُرَاسَانَ إِلَى الرَّيِّ وَبِهَا رُكْنُ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَهَا مِنْ جُرْجَانَ أَوَّلَ الْمُحَرَّمِ، فَكَتَبَ إِلَى أَخِيهِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ يَسْتَمِدُّهُ، فَأَمَدَّهُ بِعَسْكَرٍ مُقَدَّمُهُمُ الْحَاجِبُ سُبُكْتِكِينُ، وَسَيَّرَ مِنْ خُرَاسَانَ عَسْكَرًا آخَرَ إِلَى أَصْبَهَانَ عَلَى طَرِيقِ الْمَفَازَةِ، وَبِهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>