[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ]
٨٤ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ
ذِكْرُ قَتْلِ ابْنِ الْقِرِّيَةِ
وَفِيهَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَيُّوبَ بْنَ الْقِرِّيَةِ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ، فَلَمَّا هُزِمَ ابْنُ الْأَشْعَثِ الْتَحَقَ أَيُّوبُ بِحَوْشَبِ بْنِ يَزِيدَ عَامِلِ الْحَجَّاجِ عَلَى الْكُوفَةِ، فَاسْتَحْضَرَهُ الْحَجَّاجُ، فَقَالَ لَهُ: أَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاسْقِنِي رِيقِي، فَإِنَّهُ لَيْسَ جَوَادٌ إِلَّا لَهُ كَبْوَةٌ، وَلَا شُجَاعٌ إِلَّا لَهُ هَبْوَةٌ، وَلَا صَارِمٌ إِلَّا لَهُ نَبْوَةٌ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: كَلَّا، وَاللَّهِ لَأُزِيرَنَّكَ جَهَنَّمَ. قَالَ: فَأَرِحْنِي فَإِنِّي أَجِدُ حَرَّهَا! فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ. فَلَمَّا رَآهُ قَتِيلًا قَالَ: لَوْ تَرَكْنَاهُ حَتَّى نَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ.
ذِكْرُ فَتْحِ قَلْعَةِ نَيْزَكٍ بِبَاذَغِيسَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَتَحَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ قَلْعَةَ نَيْزَكٍ، وَكَانَ يَزِيدُ قَدْ وَضَعَ عَلَى نَيْزَكٍ الْعُيُونَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ خَرُوجُ نَيْزَكٍ عَنْهَا سَارَ إِلَيْهَا فَحَاصَرَهَا، فَمَلَكَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَالذَّخَائِرِ، وَكَانَتْ مِنْ أَحْصَنِ الْقِلَاعِ وَأَمْنَعِهَا، وَكَانَ نَيْزَكٌ إِذَا رَآهَا سَجَدَ لَهَا تَعْظِيمًا لَهَا، وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَعْدَانَ الْأَشْقَرِيُّ يَذْكُرُهَا:
وَبَاذَغِيسُ الَّتِي مَنْ حَلَّ ذُرْوَتَهَا ... عَزَّ الْمُلُوكَ فَإِنْ شَاءَ جَارَ أَوْ ظَلَمَا
مَنِيعَةٌ لَمْ يَكِدْهَا قَبْلَهُ مَلِكٌ ... إِلَّا إِذَا وَاجَهَتْ جَيْشًا لَهُ وَجَمَا
تُخَالُ نِيرَانُهَا مِنْ بُعْدِ مَنْظَرِهَا ... بَعْضَ النُّجُومِ إِذَا مَا لَيْلُهَا عَتَمَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute