للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنَهُ بِمِائَةِ بَعِيرٍ، وَقَالَ بَعْضُ شَيْبَانَ فِي هَذَا الْيَوْمِ:

وَلَقَدْ دَعَوْتَ طَرِيفُ دَعْوَةَ جَاهِلٍ ... غِرٍّ وَأَنْتَ بِمَنْظَرٍ لَا تُعْلَمُ

وَأَتَيْتَ حَيًّا فِي الْحُرُوبِ مَحَلَّهُمْ ... وَالْجَيْشُ بِاسْمِ أَبِيهِمُ يَسْتَهْزِمُ

فَوَجَدْتَهُمْ يَرْعَوْنَ حَوْلَ دِيَارِهِمْ ... بُسْلًا إِذَا حَامَ الْفَوَارِسُ أَقْدَمُوا

وَإِذَا اعْتَزَوْا بِأَبِي رَبِيعَةَ أَقْبَلُوا ... بِكَتِيبَةٍ مِثْلَ النُّجُومِ تُلَمْلِمُ

سَامُوكَ دِرْعَكَ وَالْأَغَرَّ كِلَيْهِمَا ... وَبَنُو أُسَيْدٍ أَسْلَمُوكَ وَخُصَّمُ

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَوَادٍ يَرْثِي طَرِيفًا:

لَا تَبْعُدَنْ يَا خَيْرَ عَمْرِو بْنِ جُنْدَبٍ ... لَعَمْرِي لَمَنْ زَارَ الْقُبُورَ لَيَبْعُدَا

عَظِيمُ رَمَادِ النَّارِ لَا مُتَعَبِّسًا ... وَلَا مُؤْيِسًا مِنْهَا إِذَا هُوَ أَوْقَدَا

وَمَا كَانَ وَقَّافًا إِذَا الْخَيْلُ أَحْجَمَتْ ... وَمَا كَانَ مِبْطَانًا إِذَا مَا تَجَرَّدَا

[يَوْمُ الزُّوَيْرَيْنِ]

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَتْ بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ قَدْ أَجْدَبَتْ بِلَادُهُمْ فَانْتَجَعُوا بِلَادَ تَمِيمٍ بَيْنَ الْيَمَامَةِ وَهَجَرَ، فَلَمَّا تَدَانَوْا جَعَلُوا لَا يَلْقَى بَكْرِيٌّ تَمِيمِيًّا إِلَّا قَتَلَهُ، وَلَا يَلْقَى تَمِيمِيٌّ بَكْرِيًّا إِلَّا قَتَلَهُ، إِذَا أَصَابَ أَحَدُهُمَا مَالَ الْآخَرِ أَخَذَهُ، حَتَّى تَفَاقَمَ الشَّرُّ وَعَظُمَ، فَخَرَجَ الْحَوْفَزَانُ بْنُ شَرِيكٍ وَالْوَادِكُ بْنُ الْحَارِثِ الشَّيْبَانِيَّانِ لِيُغِيرَا عَلَى بَنِي دَارِمٍ، فَاتَّفَقَ أَنَّ تَمِيمًا فِي تِلْكَ الْحَالِ اجْتَمَعَتْ عَلَى جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ وَالرِّبَابِ وَسَعْدٍ وَغَيْرِهِمَا وَسَارَتْ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَعَلَى تَمِيمٍ أَبُو الرَّئِيسِ الْحَنْظَلِيُّ. فَبَلَغَ خَبَرُهُمْ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>