[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ]
٢٢٦ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
فِيهَا وَثَبَ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانَ عَلَى الْمَعُونَةِ بِدِمَشْقَ مِنْ قِبَلِ صُولِ أَرْتَكِينَ عَلِيِّ بْنِ رَجَاءٍ، وَكَانَ عَلَى الْخَرَاجِ، فَقَتَلَهُ وَأَظْهَرَ الْوَسْوَاسَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادَ، فَأُطْلِقَ مِنْ مَحْبَسِهِ.
وَفِيهَا مَاتَ (مُحَمَّدُ بْنُ) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُعْتَصِمُ.
ذِكْرُ مَوْتِ الْأَفْشِينِ
وَفِيهَا مَاتَ الْأَفْشِينُ، وَكَانَ قَدْ أَنْفَذَ إِلَى الْمُعْتَصِمِ يَطْلُبُ أَنْ يُنْفِذَ إِلَيْهِ مَنْ يَثِقُ بِهِ، وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ حَمْدُونَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، فَأَخَذَ يَعْتَذِرُ عَمَّا قِيلَ فِيهِ، وَقَالَ: قُلْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ كَرَجُلٍ رَبَّى عِجْلًا حَتَّى أَسْمَنَهُ، وَكَبُرَ، وَكَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَشْتَهُونَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ لَحْمِهِ، فَعَرَّضُوا بِذَبْحِهِ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ، فَاتَّفَقُوا جَمِيعًا عَلَى أَنْ قَالُوا: لِمَ تُرَبِّي هَذَا الْأَسَدَ، فَإِنَّهُ إِذَا كَبُرَ رَجَعَ إِلَى جِنْسِهِ؟ ! فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّمَا هُوَ عِجْلٌ، فَقَالُوا: هَذَا أَسَدٌ، فَسَلْ مَنْ شِئْتَ. وَتَقَدَّمُوا إِلَى جَمِيعِ مَنْ يَعْرِفُونَهُ، وَقَالُوا لَهُمْ: إِنْ سَأَلَكُمْ عَنِ الْعَجَلِ، فَقُولُوا لَهُ: إِنَّهُ أَسَدٌ، وَكُلَّمَا سَأَلَ إِنْسَانًا قَالَ: هُوَ سَبُعٌ، فَأَمَرَ بِالْعَجَلِ، فَذُبِحَ، وَلَكِنِّي أَنَا ذَلِكَ الْعِجْلُ كَيْفَ أَقْدِرُ أَنْ أَكُونَ أَسَدًا؟ اللَّهَ اللَّهَ فِي أَمْرِي.
قَالَ حَمْدُونُ: فَقُمْتُ عَنْهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ فِيهِ فَاكِهَةٌ قَدْ أَرْسَلَهُ الْمُعْتَصِمُ مَعَ ابْنِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute