للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ]

٢٤٠ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ

ذِكْرُ وُثُوبِ أَهْلِ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَثَبَ أَهْلُ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ أَبِي الْمُغِيثِ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّافِعِيِّ، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ رُؤَسَائِهِمْ، فَقَتَلُوا جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَخْرَجُوهُ، وَأَخْرَجُوا عَامِلَ الْخَرَاجِ، فَبَعَثَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَيْهِمْ عَتَّابَ بْنَ عَتَّابٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدَوَيْهِ الْأَنْبَارِيَّ، وَقَالَ لِعَتَّابٍ: قُلْ لَهُمْ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ بَدَّلَكُمْ بِعَامِلِكُمْ، فَإِنْ أَطَاعُوا فَوَلِّ عَلَيْهِمْ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدَوَيْهِ، فَإِنْ أَبَوْ فَأَقِمْ وَأَعْلِمْنِي، حَتَّى أَمُدَّكَ بِرِجَالٍ وَفُرْسَانٍ.

فَسَارُوا إِلَيْهِمْ، فَوَصَلُوا فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ، فَرَضُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ، فَعَمِلَ فِيهِمُ الْأَعَاجِيبَ، حَتَّى أَحْوَجَهُمْ إِلَى مُحَارَبَتِهِ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْفِرِنْجِ بِالْأَنْدَلُسِ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، كَانَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْفِرِنْجَ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ بِالْأَنْدَلُسِ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ طُلَيْطِلَةَ كَانُوا عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْخِلَافِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، صَاحِبِ الْأَنْدَلُسِ، وَعَلَى أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، فَلَمَّا كَانَ الْآنَ سَارَ مُحَمَّدٌ فِي جُيُوشِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>