للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَى طُلَيْطِلَةَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُهَا بِذَلِكَ أَرْسَلُوا إِلَى مَلِكِ جِلِّيقِيَّةَ يَسْتَمِدُّونَهُ وَإِلَى مَلِكِ بَشْكَنْسَ فَأَمَدَّاهُمْ بِالْعَسَاكِرِ الْكَثِيرَةِ.

فَلَمَّا سَمِعَ مُحَمَّدٌ بِذَلِكَ، وَكَانَ قَدْ قَارَبَ طُلَيْطِلَةَ، عَبَّأَ أَصْحَابَهُ، وَقَدْ كَمَنَ لَهُمُ الْكُمَنَاءُ بِنَاحِيَةِ وَادِي سَلِيطٍ، وَتَقَدَّمَ هُوَ إِلَيْهِمْ فِي قِلَّةٍ مِنَ الْعَسْكَرِ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ طُلَيْطِلَةَ ذَلِكَ أَعْلَمُوا الْفِرِنْجَ بِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ، فَسَارَعُوا إِلَى قِتَالِهِمْ، وَطَمِعُوا فِيهِمْ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ، وَانْتَشَبَ الْقِتَالُ، خَرَجَتِ الْكُمَنَاءُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ طُلَيْطِلَةَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ مَا لَا يُحْصَى، وَجُمِعَ مِنَ الرُّؤُوسِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ رَأْسٍ فُرِّقَتْ فِي الْبِلَادِ، فَذَكَرَ أَهْلُ طُلَيْطِلَةَ أَنَّ عِدَّةَ الْقَتْلَى مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ عِشْرُونَ أَلْفَ قَتِيلٍ، وَبَقِيَتْ جُثَثُ الْقَتْلَى عَلَى وَادِي سَلِيطٍ دَهْرًا طَوِيلًا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ عَنِ الْقَضَاءِ، وَقُبِضَ مِنْهُ مَا مَبْلَغُهُ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَأَرْبَعَةُ آلَافِ جَرِيبٍ بِالْبَصْرَةِ.

وَفِيهَا وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ قَضَاءَ الْقُضَاةِ.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ.

وَكَانَ عَلَى أَحْدَاثِ الْمَوَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ دِينَارٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>