[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ عَشْرٍ وَمِائَةٍ]
١١٠ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ عَشْرٍ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ مَا جَرَى لِأَشْرَسَ مَعَ أَهْلِ سَمَرْقَنْدَ وَغَيْرِهَا
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَرْسَلَ أَشْرَسُ إِلَى أَهْلِ سَمَرْقَنْدَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، عَلَى أَنْ تُوضَعَ عَنْهُمُ الْجِزْيَةُ، وَأَرْسَلَ فِي ذَلِكَ أَبَا الصَّيْدَاءِ (صَالِحَ بْنَ طَرِيفٍ مَوْلَى بَنِي ضَبَّةَ، وَالرَّبِيعَ بْنَ عِمْرَانَ التَّمِيمِيَّ. فَقَالَ أَبُو الصَّيْدَاءِ) : إِنَّمَا أَخْرُجُ عَلَى شَرِيطَةِ أَنَّ مَنْ أَسْلَمَ لَا تُؤْخَذُ مِنْهُ الْجِزْيَةُ، وَإِنَّمَا خَرَاجُ خُرَاسَانَ عَلَى رُءُوسِ الرِّجَالِ. فَقَالَ أَشْرَسُ: نَعَمْ. فَقَالَ أَبُو الصَّيْدَاءِ لِأَصْحَابِهِ: فَإِنِّي أَخْرُجُ، فَإِنْ لَمْ يَفِ الْعُمَّالُ أَعَنْتُمُونِي عَلَيْهِمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَشَخَصَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ وَعَلَيْهَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْعَمَرَّطَةِ الْكِنْدِيُّ عَلَى حَرْبِهَا وَخَرَاجِهَا، فَدَعَا أَبُو الصَّيْدَاءِ أَهْلَ سَمَرْقَنْدَ وَمَنْ حَوْلَهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، عَلَى أَنْ تُوضَعَ عَنْهُمُ الْجِزْيَةُ، فَسَارَعَ النَّاسُ، فَكَتَبَ غَوْزَكُ إِلَى أَشْرَسَ أَنَّ الْخَرَاجَ قَدِ انْكَسَرَ. فَكَتَبَ أَشْرَسُ إِلَى ابْنِ [أَبِي] الْعَمَرَّطَةَ: إِنَّ فِي الْخَرَاجِ قُوَّةً لِلْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ الصُّغْدِ وَأَشْبَاهِهِمْ لَمْ يُسْلِمُوا رَغْبَةً، إِنَّمَا أَسْلَمُوا تَعَوُّذًا مِنَ الْجِزْيَةِ، فَانْظُرْ مَنِ اخْتَتَنَ، وَأَقَامَ الْفَرَائِضَ، وَقَرَأَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَارْفَعْ خَرَاجَهُ.
ثُمَّ عَزَلَ أَشْرَسُ ابْنَ [أَبِي] الْعَمَرَّطَةِ عَنِ الْخَرَاجِ، وَصَيَّرَهُ إِلَى هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، فَمَنَعَهُمْ أَبُو الصَّيْدَاءِ مِنْ أَخْذِ الْجِزْيَةِ مِمَّنْ أَسْلَمَ، فَكَتَبَ هَانِئٌ إِلَى أَشْرَسَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا وَبَنَوُا الْمَسَاجِدَ. فَكَتَبَ أَشْرَسُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْعُمَّالِ: خُذُوا الْخَرَاجَ مِمَّنْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَهُ مِنْهُ. فَأَعَادُوا الْجِزْيَةَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ. فَامْتَنَعُوا وَاعْتَزَلُوا فِي سَبْعَةِ آلَافٍ، عَلَى عِدَّةِ فَرَاسِخَ مِنْ سَمَرْقَنْدَ، وَخَرَجَ إِلَيْهِمْ أَبُو الصَّيْدَاءِ، وَرَبِيعُ بْنُ عِمْرَانَ التَّمِيمِيُّ، وَالْهَيْثَمُ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو فَاطِمَةَ الْأَزْدِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ قُشَيْرٍ، وَبَحِيرُ الْخُجَنْدِيُّ، وَبَنَانُ الْعَنْبَرِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute