[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ]
١٦٦ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَخَذَ الْمَهْدِيُّ الْبَيْعَةَ لِوَلَدِهِ هَارُونَ الرَّشِيدِ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ، بَعْدَ أَخِيهِ مُوسَى الْهَادِي، وَلَقَّبَهُ الرَّشِيدَ. وَفِيهَا عُزِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ، وَاسْتُقْضِيَ خَالِدُ بْنُ طُلَيْقِبْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَاسْتَعْفَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ مِنْهُ.
ذِكْرُ الْقَبْضِ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ
وَفِي هَذِهِ سَخِطَ الْمَهْدِيُّ عَلَى وَزِيرِهِ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ طَهْمَانَ، (وَكَانَ أَوَّلُ أَمْرِهِمْ أَنَّ دَاوُدَ بْنَ طَهْمَانَ) ، وَهُوَ أَبُو يَعْقُوبَ، كَانَ يَكْتُبُ لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، هُوَ وَإِخْوَتُهُ، فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ كَانَ دَاوُدُ يُعْلِمُهُ مَا يَسْمَعُهُ مِنْ نَصْرٍ، فَلَمَّا طَلَبَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ بِدَمِ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ أَتَاهُ دَاوُدُ، لِمَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَحْيَى، فَآمَنَهُ أَبُو مُسْلِمٍ فِي نَفْسِهِ، وَأَخَذَ مَالَهُ الَّذِي اسْتَفَادَ أَيَّامَ نَصْرٍ.
فَلَمَّا مَاتَ دَاوُدُ خَرَجَ أَوْلَادُهُ أَهْلَ أَدَبٍ وَعِلْمٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عِنْدَ بَنِي الْعَبَّاسِ مَنْزِلَةٌ، فَلَمْ يَطْمَعُوا فِي خِدْمَتِهِمْ لِحَالِ أَبِيهِمْ مِنْ كِتَابَةِ نَصْرٍ، وَأَظْهَرُوا مَقَالَةَ الزَّيْدِيَّةِ وَدَنَوْا مِنْ آلِ الْحُسَيْنِ، وَطَمِعُوا أَنْ تَكُونَ لَهُمْ دَوْلَةٌ، فَكَانَ دَاوُدُ يَصْحَبُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَحْيَانًا.
وَخَرَجَ مَعَهُ هُوَ وَعِدَّةٌ مِنْ إِخْوَتِهِ، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ طَلَبَهُمُ الْمَنْصُورُ، فَأَخَذَ يَعْقُوبَ وَعَلِيًّا وَحَبَسَهُمَا، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْمَنْصُورُ أَطْلَقَهُمَا الْمَهْدِيُّ مَعَ مَنْ أَطْلَقَهُ، وَكَانَ مَعَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، فَاتَّصَلَ إِلَى الْمَهْدِيِّ بِسَبَبِهِ، كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.
وَقِيلَ: اتَّصَلَ بِهِ بِالسِّعَايَةِ بِآلِ عَلِيٍّ، وَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ يَرْتَفِعُ، حَتَّى اسْتَوْزَرَهُ.
وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يَقُولُ: وُصِفَ لِي يَعْقُوبُ فِي مَنَامِي، فَقِيلَ لِي: اسْتَوْزِرْهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute