[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ]
٢٥٣ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ أَخْذِ كَرَجَ مِنْ أَبِي دُلَفٍ
فِيهَا عَقَدَ الْمُعْتَزُّ لِمُوسَى بْنِ بُغَا الْكَبِيرِ فِي رَجَبٍ عَلَى الْجَبَلِ، فَسَارَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ مُفْلِحٌ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دُلَفٍ خَارِجَ هَمَذَانَ، فَتَحَارَبَا، وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا مِنَ الصَّعَالِيكِ وَغَيْرِهِمْ، فَانْهَزَمَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَقَتَلَ أَصْحَابَهُ.
فَلَمَّا كَانَ فِي رَمَضَانَ سَارَ مُفْلِحٌ نَحْوَ كَرَجَ، وَجَعَلَ لَهُ كَمِينَيْنِ، وَوَجَّهَ عَبْدُ الْعَزِيزِ عَسْكَرًا فِيهِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، فَقَاتَلَهُمْ مُفْلِحٌ، وَخَرَجَ الْكَمِينَانِ عَلَى أَصْحَابِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَانْهَزَمُوا، وَقُتِلُوا، وَأُسِرُوا، وَأَقْبَلَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لِيُعِينَ أَصْحَابَهُ، فَانْهَزَمَ بِانْهِزَامِهِمْ، وَتَرَكَ كَرَجَ، وَمَضَى إِلَى قَلْعَةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا زُرَّ، فَتَحَصَّنَ بِهَا، وَدَخَلَ مُفْلِحٌ كَرَجَ، فَأَخَذَ أَهْلَ عَبْدِ الْعَزِيزٍ وَفِيهِمْ وَالِدَتُهُ.
ذِكْرُ قَتْلِ وَصِيفٍ
وَفِيهَا قُتِلَ وَصِيفٌ، وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّ الْأَتْرَاكَ وَالْفَرَاغِنَةَ وَالْأُشْرُوسَنِّيَّةَ شَغَبُوا، وَطَلَبُوا أَرْزَاقَهُمْ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ بُغَا وَوَصِيفٌ وَسِيمَا، فَكَلَّمَهُمْ وَصِيفٌ، فَقَالَ لَهُمْ: خُذُوا التُّرَابَ، لَيْسَ عِنْدَنَا مَالٌ، وَقَالَ بُغَا: نَعَمْ! نَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَنَتَنَاظَرُ فِي دَارِ أَشْنَاسَ، فَدَخَلُوا دَارَ أَشْنَاسَ.
وَمَضَى سِيمَا وَبُغَا إِلَى الْمُعْتَزِّ، وَبَقِيَ وَصِيفٌ فِي أَيْدِيهِمْ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ بَعْضُهُمْ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، وَوَجَأَهُ آخَرُ بِسِكِّينٍ، ثُمَّ ضَرَبُوهُ بِالطَّبْرَزِينَاتِ حَتَّى قَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا رَأْسَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute