[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.]
٤٧٤ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
ذِكْرُ خُطْبَةِ الْخَلِيفَةِ ابْنَةَ السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ.
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَرْسَلَ الْخَلِيفَةُ الْوَزِيرَ فَخْرَ الدَّوْلَةِ أَبَا نَصْرِ بْنَ جَهِيرٍ إِلَى السُّلْطَانِ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ لِنَفْسِهِ، فَسَارَ فَخْرُ الدَّوْلَةِ إِلَى أَصْبَهَانَ، إِلَى السُّلْطَانِ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، فَأَمَرَ نِظَامُ الْمُلْكِ أَنْ يَمْضِيَ مَعَهُ إِلَى خَاتُونَ زَوْجَةِ السُّلْطَانِ فِي الْمَعْنَى، فَمَضَيَا إِلَيْهَا فَخَاطَبَاهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ مَلِكَ غَزْنَةَ وَمُلُوكَ الْخَانِيَةِ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ طَلَبُوهَا، وَخَطَبُوهَا لِأَوْلَادِهِمْ، وَبَذَلُوا أَرْبَعَ مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، فَإِنْ حَمَلَ الْخَلِيفَةُ هَذَا الْمَالَ فَهُوَ أَحَقُّ مِنْهُمْ، فَعَرَّفَتْهَا أَرْسَلَان خَاتُونْ الَّتِي كَانَتْ زَوْجَةَ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ مَا يَحْصُلُ لَهَا مِنَ الشَّرَفِ وَالْفَخْرِ بِالِاتِّصَالِ بِالْخَلِيفَةِ، وَأَنَّ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ عَبِيدُهُ وَخَدَمُهُ، وَمِثْلُ الْخَلِيفَةِ لَا يُطْلَبُ مِنْهُ الْمَالُ، فَأَجَابَتْ إِلَى ذَلِكَ، وَشَرَطَتْ أَنْ يَكُونَ الْحَمْلُ الْمُعَجَّلُ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَأَنَّهُ لَا يُبْقِي لَهُ سُرِّيَّةً وَلَا زَوْجَةً غَيْرَهَا، وَلَا يَكُونُ مَبِيتُهُ إِلَّا عِنْدَهَا، فَأُجِيبَتْ إِلَى ذَلِكَ، فَأَعْطَى السُّلْطَانُ يَدَهُ، وَعَادَ فَخْرُ الدَّوْلَةِ إِلَى بَغْدَاذَ.
ذِكْرُ وَفَاةِ نُورِ الدَّوْلَةِ بْنِ مَزْيَدٍ وَإِمَارَةِ وَلَدِهِ مَنْصُورٍ.
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَوَّالٍ، تُوُفِّيَ نُورُ الدَّوْلَةِ أَبُو الْأَغَرِّ دُبَيْسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ الْأَسَدِيُّ بِمَطِيرَابَاذَ، وَكَانَ عُمْرُهُ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَإِمَارَتُهُ سَبْعًا وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَا زَالَ مُمَدَّحًا فِي كُلِّ زَمَانٍ مَذْكُورًا بِالتَّفَضُّلِ وَالْإِحْسَانِ، وَرَثَاهُ الشُّعَرَاءُ فَأَكْثَرُوا، وَوَلِيَ بَعْدَهُ مَا كَانَ إِلَيْهِ ابْنُهُ أَبُو كَامِلٍ مَنْصُورٌ، وَلَقَبُهُ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ، فَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَاعْتَمَدَ الْجَمِيلَ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute