للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَة]

٣٧٠ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ

ذِكْرُ إِقْطَاعِ مُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ هَمَذَانَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَرْسَلَ الصَّاحِبُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ إِلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ بِهَمَذَانَ رَسُولًا مِنْ عِنْدِ أَخِيهِ مُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ يَبْذُلُ لَهُ الطَّاعَةَ وَالْمُوَافَقَةَ، فَالْتَقَاهُ عَضُدُ الدَّوْلَةِ بِنَفْسِهِ، وَأَكْرَمَهُ، وَأَقْطَعُ أَخَاهُ مُؤَيَّدَ الدَّوْلَةِ هَمَذَانَ وَغَيْرَهَا، وَأَقَامَ عِنْدَ عَضُدِ الدَّوْلَةِ إِلَى أَنْ عَادَ إِلَى بَغْدَاذَ، فَرَدَّهُ إِلَى مُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ، فَأَقْطَعَهُ إِقْطَاعًا كَثِيرًا، وَسَيَّرَ مَعَهُ عَسْكَرًا يَكُونُ عِنْدَ مُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ فِي خِدْمَتِهِ.

ذِكْرُ قَتْلِ أَوْلَادِ حَسْنُوَيْهِ سِوَى بَدْرٍ

لَمَّا خَلَعَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ عَلَى بَدْرٍ وَأَخَوَيْهِ عَاصِمٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ، وَفَضَّلَ بَدْرًا عَلَيْهِمَا وَوَلَّاهُ الْأَكْرَادَ حَسَدَهُ أَخَوَاهُ، (فَشَقَّا الْعَصَا، وَخَرَجَا عَنِ الطَّاعَةِ، وَاسْتَمَالَ عَاصِمٌ جَمَاعَةَ الْأَكْرَادِ الْمُخَالِفِينَ) ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ عَضُدُ الدَّوْلَةِ عَسْكَرًا، فَأَوْقَعُوا بِعَاصِمٍ وَمَنْ مَعَهُ، فَانْهَزَمُوا، وَأُسِرَ عَاصِمٌ، وَأُدْخِلَ هَمَذَانُ عَلَى جَمَلٍ، وَلَمْ يُعْرَفْ لَهُ خَبَرٌ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَقُتِلَ أَوْلَادُ حَسْنُوَيْهِ، إِلَّا بَدْرًا فَإِنَّهُ تُرِكَ عَلَى حَالِهِ، وَأُقِرَّ عَلَى عَمَلِهِ، وَكَانَ عَاقِلًا، لَبِيبًا، حَازِمًا، كَرِيمًا، حَلِيمًا، وَسَيَرِدُ مِنْ أَخْبَارِهِ مَا يُعْلَمُ بِهِ ذَلِكَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

<<  <  ج: ص:  >  >>