يَدْرِي اللَّاتُ وَالْعُزَّى مَنْ يَعْبُدُهُمَا؟ وَلَكِنَّ هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ وَرَبِّي قَادِرٌ عَلَى رَدِّ بَصَرِي، فَأَصْبَحَتْ مِنَ الْغَدِ وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ بَصَرَهَا، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا سِحْرُ مُحَمَّدٍ، فَاشْتَرَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهَا.
(زِنِّيرَةُ بِكَسْرِ الزَّايِ، وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَتَسْكِينِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا، وَفَتْحِ الرَّاءِ) .
وَمِنْهُمُ: النَّهْدِيَّةُ، مَوْلَاةٌ لِبَنِي نَهْدٍ، فَصَارَتْ لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ فَأَسْلَمَتْ، وَكَانَتْ تُعَذِّبُهَا وَتَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَقْلَعْتُ عَنْكِ أَوْ يَبْتَاعُكِ بَعْضُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، فَابْتَاعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهَا.
وَمِنْهُمْ: أُمُّ عُبَيْسٍ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقِيلَ: عُنَيْسٌ، بِالنُّونِ، وَهِيَ أَمَةٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، فَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ يُعَذِّبُهَا، فَابْتَاعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهَا.
وَكَانَ أَبُو جَهْلٍ يَأْتِي الرَّجُلَ الشَّرِيفَ وَيَقُولُ لَهُ: أَتَتْرُكُ دِينَكَ وَدِينَ أَبِيكَ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ! وَيُقَبِّحُ رَأْيَهُ وَفِعْلَهُ وَيُسَفِّهُ حِلْمَهُ وَيَضَعُ شَرَفَهُ، وَإِنْ كَانَ تَاجِرًا يَقُولُ: سَتَكْسَدُ تِجَارَتُكَ وَيَهْلَكُ مَالُكَ، وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا أَغْرَى بِهِ حَتَّى يُعَذَّبَ.
[ذِكْرُ الْمُسْتَهْزِئِينَ وَمَنْ كَانَ أَشَدَّ الْأَذَى لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
وَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمِنْهُمْ: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كَانَ شَدِيدًا عَلَيْهِ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، عَظِيمَ التَّكْذِيبِ لَهُ، دَائِمَ الْأَذَى، فَكَانَ يَطْرَحُ الْعَذِرَةَ وَالنَّتَنَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ جَارَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَيُّ جِوَارٍ هَذَا يَا بَنِي عَبْدِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute