جَاءُوا بِزَوْرَيْهِمْ وَجِئْنَا بِالْأَصَمْ ... شَيْخٍ لَنَا كَاللَّيْثِ مِنْ بَاقِي إِرَمْ
شَيْخٌ لَنَا مُعَاوِدٌ ضَرْبَ الْبُهُمْ ... يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ إِذَا الرُّمْحُ انْقَصَمْ
هَلْ غَيْرُ غَارٍ صَكَّ غَارًا فَانْهَزَمْ
الْغَارَانِ: بَكْرٌ وَتَمِيمٌ.
وَلَهُ الْأُرْجُوزَةُ الَّتِي أَوَّلُهَا:
يَا رُبَّ حَرْبٍ ثَرَّةِ الْأَخْلَافِ
يَذْكُرُ فِيهَا هَذَا الْيَوْمَ.
[ذِكْرُ أَسْرِ حَاتِمِ طَيِّءٍ]
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَغَارَ حَاتِمُ طَيِّءٍ بِجَيْشٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فَقَاتَلُوهُمْ، وَانْهَزَمَتْ طَيِّءٌ وَقُتِلَ مِنْهُمْ وَأُسِرَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ فِي الْأَسْرَى حَاتِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ، فَبَقِيَ مُوثَقًا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ عُنَيْزَةَ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْهُمُ اسْمُهَا عَالِيَةُ بِنَاقَةٍ فَقَالَتْ لَهُ: افْصِدْ هَذِهِ، فَنَحَرَهَا، فَلَمَّا رَأَتْهَا مَنْحُورَةً صَرَخَتْ، فَقَالَ حَاتِمٌ:
عَالِيَ لَا تَلْتَدُّ مِنْ عَالِيَهْ ... إِنَّ الَّذِي أَهْلَكْتُ مِنْ مَالِيَهْ
إِنَّ ابْنَ أَسْمَاءَ لَكُمْ ضَامِنٌ ... حَتَّى يُؤَدِّي آنِسٌ نَاوِيَهْ
لَا أَفْصِدُ النَّاقَةَ فِي أَنْفِهَا ... لَكِنَّنِي أُوجِرُهَا الْعَالِيَهْ
إِنِّي عَنِ الْفَصْدِ لَفِي مَفْخَرٍ ... يَكْرَهُ مِنِّي الْمِفْصَدُ الْآلِيَهْ
وَالْخَيْلُ إِنَّ شَمَّصَ فُرْسَانُهَا ... تَذْكُرُ عِنْدَ الْمَوْتِ أَمْثَالِيَهْ
وَقَالَ رُمَيْضٌ الْعَنَزِيُّ يَفْتَخِرُ: