فَلَوْلَا حُقُوقٌ فِي الْعَشِيرَةِ إِنَّهَا
أَدَلَّتْ بِحَقٍّ وَاجِبٍ إِنْ أَدَلَّتِ ... لَنَالَهُمُ مِنَّا كَمَا كَانَ نَالَهُمْ
مَقَانِبُ خَيْلٍ أُهْلِكَتْ حِينَ حَلَّتِ
فَأَجَابَهُ سُوَيْدُ بْنُ الصَّامِتِ:
أَلَا أَبْلِغَا عَنِّي صُخَيْرًا رِسَالَةً ... فَقَدْ ذُقْتَ حَرْبَ الْأَوْسِ فِيهَا ابْنَ الَاسْلَتِ
قَتَلْنَا سَرَايَاكُمْ بِقَتْلَى سَرَاتِنَا ... وَلَيْسَ الَّذِي يَنْجُو إِلَيْكُمْ بِمُفْلِتِ
وَمِنْهَا:
[يَوْمُ الْبَقِيعِ]
ثُمَّ الْتَقَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَكَانَ الظَّفَرُ يَوْمَئِذٍ لِلْأَوْسِ، فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ نَاقِدٍ الْأَوْسِيُّ:
لَمَّا رَأَيْتُ بَنِي عَوْفٍ وَجَمْعَهُمُ ... جَاءُوا وَجَمْعَ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ حَفَلُوا
دَعَوْتُ قَوْمِي وَسَهَّلْتُ الطَّرِيقَ لَهُمْ ... إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَصْحَابُهُ حَلَلُوا
جَادَتْ بِأَنْفُسِهَا مِنْ مَالِكٍ عُصَبٌ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ فَمَا خَافُوا وَلَا فَشِلُوا
وَعَاوَرُوكُمْ كُؤُوسَ الْمَوْتِ إِذْ بَرَزُوا ... شَطْرَ النَّهَارِ وَحَتَّى أَدْبَرَ الْأُصُلُ
حَتَّى اسْتَقَامُوا وَقَدْ طَالَ الْمِرَاسُ بِهِمْ ... فَكُلُّهُمْ مِنْ دِمَاءِ الْقَوْمِ قَدْ نَهِلُوا
تَكَشَّفَ الْبِيضُ عَنْ قَتْلَى أُولِي رَحِمٍ ... لَوْلَا الْمُسَالِمُ وَالْأَرْحَامُ مَا نَقَلُوا
تَقُولُ كُلُّ فَتَاةٍ غَابَ قَيِّمُهَا ... أَكُلُّ مَنْ خَلْفَنَا مِنْ قَوْمِنَا قُتِلُوا
لَقَدْ قَتَلْتُمْ كَرِيمًا ذَا مُحَافَظَةٍ ... قَدْ كَانَ حَالَفَهُ الْقَيْنَاتُ وَالْحُلَلُ
جَزْلٌ نَوَافِلُهُ حُلْوٌ شَمَائِلُهُ ... رَيَّانُ وَاغْلُهُ تَشْقَى بِهِ الْإِبِلُ
الْوَاغِلُ: الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ يَشْرَبُونَ.
فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ الْحَارِثِيُّ الْخَزْرَجِيُّ:
لَمَّا رَأَيْتُ بَنِي عَوْفٍ وَإِخْوَتَهُمْ ... كَعْبًا وَجَمْعَ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ حَفَلُوا