للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ]

١٨١ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ

ذِكْرُ وِلَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ إِفْرِيقِيَّةَ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَعْمَلَ الرَّشِيدُ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلِ بْنِ حَكِيمٍ الْعَكِّيَّ، لَمَّا اسْتَعْفَى مِنْهَا هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ هَذَا رَضِيعَ الرَّشِيدِ، فَقَدِمَ الْقَيْرَوَانَ أَوَّلَ رَمَضَانَ، فَتَسَلَّمَهَا، وَعَادَ هَرْثَمَةُ إِلَى الرَّشِيدِ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ فِيهَا لَمْ يَكُنْ بِالْمَحْمُودِ السِّيرَةِ، فَاخْتَلَفَ الْجُنْدُ عَلَيْهِ وَاتَّفَقُوا عَلَى تَقْدِيمِ مَخْلَدِ بْنِ مُرَّةَ الْأَزْدِيِّ، (وَاجْتَمَعَ كَثِيرٌ مِنَ الْجُنْدِ وَالْبَرْبَرِ وَغَيْرِهِمْ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ جَيْشًا، فَقَاتَلُوهُ، فَانْهَزَمَ مَخْلَدٌ وَاخْتَفَى فِي مَسْجِدٍ، فَأُخِذَ وَذُبِحَ) .

وَخَرَجَ عَلَيْهِ بِتُونِسَ تَمَّامُ بْنُ تَمِيمٍ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَسَارُوا إِلَى الْقَيْرَوَانِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ، وَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْعَكِّيُّ فِي الَّذِينَ مَعَهُ، (فَاقْتَتَلُوا بِمُنْيَةِ الْخَيْلِ) ، فَانْهَزَمَ ابْنُ الْعَكِّيِّ إِلَى الْقَيْرَوَانِ وَسَارَ تَمَّامٌ فَدَخَلَ الْقَيْرَوَانَ وَأَمَّنَ ابْنَ الْعَكِّيِّ، عَلَى أَنْ يَخْرُجَ عَنْ إِفْرِيقِيَّةَ، فَسَارَ فِي رَمَضَانَ إِلَى طَرَابُلُسَ.

فَجَمَعَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَغْلَبِ التَّمِيمِيُّ جَمْعًا كَثِيرًا، وَسَارَ إِلَى الْقَيْرَوَانِ مُنْكِرًا لِمَا فَعَلَهُ تَمَّامٌ، فَلَمَّا قَارَبَهَا سَارَ عَنْهَا إِلَى تُونِسَ [فِي ذِي الْقَعْدَةِ] ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْقَيْرَوَانِ، وَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ يُعْلِمُهُ الْخَبَرَ، وَيَسْتَدْعِيهِ إِلَى عَمَلِهِ، فَعَادَ إِلَى الْقَيْرَوَانِ، فَثَقُلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>