[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ عِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ]
٥٢٠ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ عِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ ذِكْرُ حَرْبِ الْفِرِنْجِ وَالْمُسْلِمِينَ بِالْأَنْدَلُسِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَظُمَ شَأْنُ ابْنِ رُدْمِيرَ الْفِرِنْجِيِّ بِالْأَنْدَلُسِ، وَاسْتَطَالَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَخَرَجَ فِي عَسَاكِرَ كَثِيرَةٍ مِنَ الْفِرِنْجِ، وَجَاسَ فِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ، وَخَاضَهَا، حَتَّى وَصَلَ إِلَى قَرِيبِ قُرْطُبَةَ، وَأَكْثَرَ النَّهْبَ وَالسَّبْيَ وَالْقَتْلَ، فَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ زَائِدِ الْحَدِّ فِي الْكَثْرَةِ، وَقَصَدُوهُ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِهِمْ طَاقَةٌ، فَتَحَصَّنَ مِنْهُمْ فِي حِصْنٍ مَنِيعٍ لَهُ اسْمُهُ أَرْنِيسُولُ، فَحَصَرُوهُ، وَكَسَبَهُمْ لَيْلًا، فَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِيهِمْ، وَعَادَ إِلَى بِلَادِهِ.
ذِكْرُ قَصْدِ بِلَادِ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ بِخُرَاسَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَمَرَ الْوَزِيرُ الْمُخْتَصُّ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، وَزِيرُ السُّلْطَانِ سَنْجَرَ، بِغَزْوِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَقَتْلِهِمْ أَيْنَ كَانُوا، وَحَيْثُمَا ظُفِرَ بِهِمْ، وَنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، وَسَبْيِ حَرِيمِهِمْ، وَجَهَّزَ جَيْشًا إِلَى طُرَيْثِيثَ، وَهِيَ لَهُمْ، وَجَيْشًا إِلَى بَيْهَقَ مِنْ أَعْمَالِ نَيْسَابُورَ، وَكَانَ فِي هَذِهِ الْأَعْمَالِ قَرْيَةٌ مَخْصُوصَةٌ بِهِمُ اسْمُهَا طَرَّزُ، وَمُقَدَّمُهُمْ بِهَا إِنْسَانٌ اسْمُهُ الْحَسَنُ بْنُ سَمِينَ.
وَسَيَّرَ إِلَى كُلِّ طَرَفٍ مِنْ أَعْمَالِهِمْ جَمْعًا مِنَ الْجُنْدِ، وَوَصَّاهُمْ أَنْ يَقْتُلُوا مَنْ لَقُوهُ مِنْهُمْ، فَقَصَدَ كُلُّ طَائِفَةٍ إِلَى الْجِهَةِ الَّتِي سُيِّرَتْ إِلَيْهَا. فَأَمَّا الْقَرْيَةُ الَّتِي بِأَعْمَالِ بَيْهَقَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute