[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ]
٥١٠ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ ذِكْرُ قَتْلِ أَحْمَدَيْلَ بْنِ وَهْسُوذَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، أَوَّلَ الْمُحَرَّمِ، حَضَرَ أَتَابِكُ طُغْتِكِينُ، صَاحِبُ دِمَشْقَ، دَارَ السُّلْطَانِ مُحَمَّدٍ بِبَغْدَاذَ، وَحَضَرَ جَمَاعَةُ الْأُمَرَاءِ، وَمَعَهُمْ أَحْمَدَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ وَهْسُوذَانَ الرَّوَادِيُّ، الْكُرْدِيُّ، صَاحِبُ مَرَاغَةَ وَغَيْرِهَا مِنْ أَذْرَبِيجَانَ، وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى جَانِبِ طُغْتِكِينَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مُتَظَلِّمٌ، وَبِيَدِهِ رُقْعَةٌ، وَهُوَ يَبْكِي، وَيَسْأَلُهُ أَنْ يُوصِلَهَا إِلَى السُّلْطَانِ، فَأَخَذَهَا مِنْ يَدِهِ، فَضَرَبَهُ الرَّجُلُ بِسِكِّينٍ، فَجَذَبَهُ أَحْمَدَيْلُ وَتَرَكَهُ تَحْتَهُ، فَوَثَبَ رَفِيقٌ لِلْبَاطِنِيِّ وَضَرَبَ أَحْمَدَيْلَ سِكِّينًا أُخْرَى، فَأَخَذَتْهُمَا السُّيُوفُ، وَأَقْبَلَ رَفِيقٌ لَهُمَا وَضَرَبَ أَحْمَدَيْلَ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ إِقْدَامِهِ بَعْدَ قَتْلِ صَاحِبَيْهِ، وَظَنَّ طُغْتِكِينُ وَالْحَاضِرُونَ أَنَّ طُغْتِكِينَ كَانَ الْمَقْصُودَ بِالْقَتْلِ، وَأَنَّهُ بِأَمْرِ السُّلْطَانِ، فَلَمَّا عَلِمُوا أَنَّهُمْ بَاطِنِيَّةٌ زَالَ هَذَا الْوَهْمُ.
ذِكْرُ وَفَاةِ جَاوْلِي سَقَّاوُو وَحَالِ بِلَادِ فَارِسَ مَعَهُ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ جَاوْلِي سَقَّاوُو، كَانَ السُّلْطَانُ بِبَغْدَاذَ عَازِمًا عَلَى الْمُقَامِ بِهَا، فَاضْطَرَّ إِلَى الْمَسِيرِ إِلَى أَصْبَهَانَ لِيَكُونَ قَرِيبًا مِنْ فَارِسَ، لِئَلَّا تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ وَقَدْ ذَكَرْنَا حَالَ جَاوْلِي بِالْمَوْصِلِ إِلَى أَنْ مُلِكَتْ مِنْهُ وَأَخَذَهَا السُّلْطَانُ، فَلَمَّا قَصَدَ السُّلْطَانَ وَرَضِيَ عَنْهُ أَقْطَعَهُ بِلَادَ فَارِسَ، فَسَارَ جَاوْلِي إِلَيْهَا، وَمَعَهُ وَلَدُ السُّلْطَانِ جَغْرِي، وَهُوَ طِفْلٌ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ سَنَتَانِ، وَأَمَرَهُ بِإِصْلَاحِهَا، وَقَمْعِ الْمُفْسِدِينَ بِهَا، فَسَارَ إِلَيْهَا، فَأَوَّلُ مَا اعْتَمَدَهُ فِيهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute