للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:

وَصَبَّحَنَا عَارٌ طَوِيلٌ بِنَاؤُهُ نُسَبُّ ... بِهِ مَا لَاحَ فِي الْأُفْقِ كَوْكَبُ

فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا ... وَوَجْهًا تُرَى فِيهِ الْكَآبَةُ تَجْنُبُ

أَصَابُوا الْبَرُوكَ وَابْنَ حَابِسَ عَنْوَةً ... فَظَلَّ لَهُمْ بِالْقَاعِ يَوْمٌ عَصَبْصَبُ

وَإِنَّ أَبَا الصَّهْبَاءِ فِي حَوْمَةِ الْوَغَى ... إِذَا ازْوَرَّتِ الْأَبْطَالُ لَيْثٌ مُجَرَّبُ

وَأَبُو الصَّهْبَاءِ: هُوَ بِسْطَامُ بْنُ قَيْسٍ. وَأَكْثَرَ الشُّعَرَاءُ فِي هَذَا الْيَوْمِ فِي مَدْحِ بِسْطَامِ بْنِ قَيْسٍ، تَرَكْنَا ذِكْرَهُ اخْتِصَارًا.

(حَجَرٌ: بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْجِيمِ) .

[يَوْمُ مَبَائِضَ]

وَهُوَ لِشَيْبَانَ عَلَى بَنِي تَمِيمٍ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَجَّ طَرِيفُ بْنُ تَمِيمٍ الْعَنْبَرِيُّ التَّمِيمِيُّ، وَكَانَ رَجُلًا جَسِيمًا يُلَقَّبُ مُجَدِّعًا، وَهُوَ فَارِسُ قَوْمِهِ، وَلَقِيَهُ حَمْصِيصَةُ بْنُ جَنْدَلٍ الشَّيْبَانِيُّ مِنْ بَنِي أَبِي رَبِيعَةَ، وَهُوَ شَابٌّ قَوِيٌّ شُجَاعٌ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَأَطَالَ النَّظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ طَرِيفٌ: لِمَ تَشُدُّ نَظَرَكَ إِلَيَّ؟ قَالَ حَمْصِيصَةُ: أُرِيدُ أَنْ أُثْبِتَكَ لَعَلِّي أَنْ أَلْقَاكَ فِي جَيْشٍ فَأَقْتُلَكَ. فَقَالَ طَرِيفٌ: اللَّهُمَّ لَا تُحَوِّلِ الْحَوْلَ حَتَّى أَلْقَاهُ! وَدَعَا حَمْصِيصَةُ مِثْلَهُ، فَقَالَ طَرِيفٌ:

أَوَكُلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيلَةٌ ... بَعَثُوا إِلَيَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ

لَا تُنْكِرُونِي إِنَّنِي أَنَا ذَاكُمُ شَاكِي ... السِّلَاحِ وَفِي الْحَوَادِثِ مُعْلَمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>