[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ]
١٨٧ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ إِيقَاعِ الرَّشِيدِ بِالْبَرَامِكَةِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْقَعَ الرَّشِيدُ بِالْبَرَامِكَةِ، وَقَتَلَ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى.
وَكَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّ الرَّشِيدَ كَانَ لَا يَصْبِرُ عَنْ جَعْفَرٍ وَعَنْ أُخْتِهِ عَبَّاسَةَ بِنْتِ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ يُحْضِرُهُمَا إِذَا جَلَسَ لِلشُّرْبِ، فَقَالَ لِجَعْفَرٍ: أُزَوِّجُكَهَا لِيَحِلَّ لَكَ النَّظَرُ إِلَيْهَا وَلَا تَقْرَبْهَا، فَإِنِّي لَا أُطِيقُ الصَّبْرَ عَنْهَا. فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، فَزَوَّجَهَا مِنْهُ، وَكَانَا يَحْضُرَانِ مَعَهُ، ثُمَّ يَقُومُ عَنْهُمَا، وَهُمَا شَابَّانِ، فَجَامَعَهَا جَعْفَرٌ، فَحَمَلَتْ مِنْهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا، فَخَافَتِ الرَّشِيدَ، فَسَيَّرَتْهُ مَعَ حَوَاضِنَ لَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَأَعْطَتْهُ الْجَوَاهِرَ وَالنَّفَقَاتِ.
ثُمَّ إِنَّ عَبَّاسَةَ وَقَعَ بَيْنِهَا وَبَيْنَ بَعْضِ جَوَارِيهَا شَرٌّ، فَأَنْهَتْ أَمْرَهَا وَأَمْرَ الصَّبِيِّ إِلَى الرَّشِيدِ، فَحَجَّ هَارُونُ هَذِهِ السَّنَةَ، وَبَحَثَ عَنِ الْأَمْرِ فَعَلِمَهُ.
وَكَانَ جَعْفَرٌ (يَصْنَعُ لِلرَّشِيدِ طَعَامًا بِعُسْفَانَ إِذَا حَجَّ، فَصَنَعَ ذَلِكَ، وَدَعَاهُ فَلَمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute