[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ]
٢٥٠ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ ظُهُورِ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الطَّالِبِيِّ وَمَقْتَلِهِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ ظَهَرَ يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمُكَنَّى بِأَبِي الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِالْكُوفَةِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا الْحُسَيْنِ نَالَتْهُ ضِيقَةٌ، وَلَزِمَهُ دَيْنٌ ضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ فَرَجٍ، وَهُوَ يَتَوَلَّى أَمْرَ الطَّالِبِيِّينَ، عِنْدَ مَقْدِمِهِ مِنْ خُرَاسَانَ، أَيَّامَ الْمُتَوَكِّلِ، فَكَلَّمَهُ فِي صِلَتِهِ، فَأَغْلَظَ لَهُ عُمَرُ الْقَوْلَ، وَحَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا حَتَّى كَفَلَهُ أَهْلُهُ، فَأُطْلِقَ، فَسَارَ إِلَى بَغْدَادَ، فَأَقَامَ بِهَا بِحَالٍ سَيِّئَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى سَامَرَّا، فَلَقِيَ وَصِيفًا فِي رِزْقٍ يُجْرَى لَهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ وَصِيفٌ، وَقَالَ: لِأَيِّ شَيْءٍ يُجْرَى عَلَى مِثْلِكَ؟
فَانْصَرَفَ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَبِهَا أَيُّوبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ (الْهَاشِمِيُّ) ، عَامِلُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، فَجَمَعَ أَبُو الْحُسَيْنِ جَمْعًا كَثِيرًا مِنَ الْأَعْرَابِ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَتَى الْفَلُّوجَةَ، فَكَتَبَ صَاحِبُ الْبَرِيدِ بِخَبَرِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، فَكَتَبَ مُحَمَّدٌ إِلَى أَيُّوبَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ السَّرَخْسِيِّ، عَامِلَهُ عَلَى مَعَاوِنِ السَّوَادِ، يَأْمُرُهُمَا بِالِاجْتِمَاعِ عَلَى مُحَارَبَةِ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ، فَمَضَى يَحْيَى بْنُ عُمَرَ إِلَى بَيْتِ مَالِ الْكُوفَةِ يَأْخُذُ الَّذِي فِيهِ، وَكَانَ فِيمَا قِيلَ: أَلْفَيْ دِينَارٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَأَظْهَرَ أَمْرَهُ بِالْكُوفَةِ، وَفَتَحَ السُّجُونَ وَأَخْرَجَ مَنْ فِيهَا، وَأَخْرَجَ الْعُمَّالَ عَنْهَا، فَلَقِيَهُ عَبْدُ بْنُ مَحْمُودٍ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute