للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَة]

٥١٥ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ

ذِكْرُ إِقْطَاعِ الْبُرْسُقِيِّ الْمَوْصِلَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي صَفَرٍ أَقْطَعَ السُّلْطَانُ مَحْمُودٌ مَدِينَةَ الْمَوْصِلِ وَأَعْمَالَهَا، وَمَا يَنْضَافُ إِلَيْهَا، كَالْجَزِيرَةِ، وَسَنَجَارَ، وَغَيْرِهِمَا، الْأَمِيرَ آقْسُنْقُرَ الْبُرْسُقِيَّ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّهُ كَانَ فِي خِدْمَةِ السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ، نَاصِحًا لَهُ، مُلَازِمًا لَهُ فِي حُرُوبِهِ كُلِّهَا، وَكَانَ لَهُ الْأَثَرُ الْحَسَنُ فِي الْحَرْبِ الْمَذْكُورَةِ بَيْنَ السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ وَأَخِيهِ الْمَلِكِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ الَّذِي أَحْضَرَ الْمَلِكَ مَسْعُودًا عِنْدَ أَخِيهِ السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عِنْدَ السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ، وَلَمَّا حَضَرَ جُيُوشْ بِكْ عِنْدَ السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ وَبَقِيَتِ الْمَوْصِلُ بِغَيْرِ أَمِيرٍ وَلَّى عَلَيْهَا الْبُرْسُقِيَّ، وَتَقَدَّمَ إِلَى سَائِرِ الْأُمَرَاءِ بِطَاعَتِهِ، وَأَمَرَ بِمُجَاهِدَةٍ الْفِرِنْجِ وَأَخْذِ الْبِلَادِ مِنْهُمْ، فَسَارَ إِلَيْهَا فِي عَسْكَرٍ كَثِيرٍ وَمَلَكَهَا، وَأَقَامَ يُدَبِّرُ أُمُورَهَا، وَيُصْلِحُ أَحْوَالَهَا.

ذِكْرُ وَفَاةِ الْأَمِيرِ عَلِيٍّ وَوِلَايَةِ ابْنِهِ الْحَسَنِ إِفْرِيقِيَّةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الْأَمِيرُ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ، صَاحِبُ إِفْرِيقِيَّةَ فِي الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِالْمَهْدِيَّةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ حُرُوبِهِ وَأَعْمَالِهِ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى عُلُوِّ هِمَّتِهِ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ وَلِيَ الْمُلْكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ الْحَسَنُ، بِعَهْدِ أَبِيهِ، وَقَامَ بِأَمْرِ دَوْلَتِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>