[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَة]
٤٢٢ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ
ذِكْرُ مُلْكِ مَسْعُودِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سُبُكْتِكِينَ التِّيزَ وَمُكْرَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَيَّرَ السُّلْطَانُ مَسْعُودُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سُبُكْتِكِينَ عَسْكَرًا إِلَى التِّيزِ، فَمَلَكَهَا وَمَا جَاوَرَهَا.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَهَا مَعْدَانَ تُوُفِّيَ، وَخَلَّفَ وَلَدَيْنِ أَبَا الْعَسَاكِرِ وَعِيسَى، فَاسْتَبَدَّ عِيسَى بِالْوِلَايَةِ وَالْمَالِ، فَسَارَ أَبُو الْعَسَاكِرِ إِلَى خُرَاسَانَ، وَطَلَبَ مِنْ مَسْعُودٍ النَّجْدَةَ، فَسَيَّرَ مَعَهُ عَسْكَرًا، وَأَمَرَهُمْ بِأَخْذِ الْبِلَادِ مِنْ عِيسَى، أَوِ الِاتِّفَاقِ مَعَ أَخِيهِ عَلَى طَاعَتِهِ، فَوَصَلُوا إِلَيْهَا، وَدَعَوْا عِيسَى إِلَى الطَّاعَةِ وَالْمُوَافَقَةِ، فَأَبَى وَجَمَعَ جَمْعًا كَثِيرًا بَلَغُوا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ، فَالْتَقَوْا، فَاسْتَأْمَنَ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى إِلَى أَخِيهِ أَبِي الْعَسَاكِرِ، فَانْهَزَمَ عِيسَى ثُمَّ عَادَ وَحَمَلَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَتَوَسَّطَ الْمَعْرَكَةَ فَقُتِلَ، وَاسْتَوْلَى أَبُو الْعَسَاكِرِ عَلَى الْبِلَادِ، وَنَهَبَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَأَجْحَفَ بِأَهْلِهَا.
ذِكْرُ مُلْكِ الرُّومِ مَدِينَةَ الرُّهَا
فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَلَكَ الرُّومُ مَدِينَةَ الرُّهَا، وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الرُّهَا كَانَتْ بِيَدِ نَصْرِ الدَّوْلَةِ بْنِ مَرْوَانَ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ، فَلَمَّا قُتِلَ عُطَيْرٌ الَّذِي كَانَ صَاحِبَهَا، شَفَعَ صَالِحُ بْنُ مِرْدَاسٍ، صَاحِبُ حَلَبَ، إِلَى نَصْرِ الدَّوْلَةِ لِيُعِيدَ الرُّهَا إِلَى ابْنِ عُطَيْرٍ، وَإِلَى ابْنِ شِبْلٍ، بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ، فَقَبِلَ شَفَاعَتَهُ، وَسَلَّمَهَا إِلَيْهِمَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute