[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ]
٤٩٠ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ
ذِكْرُ قَتْلِ أَرْسِلَانَ أَرْغُوَنَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي الْمُحَرَّمِ، قُتِلَ أَرْسَلَانُ (أَرْغُوَنُ بْنُ أَلْبٍ، أَخُو السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ، بِمَرْوَ، وَكَانَ قَدْ مَلَكَ خُرَاسَانَ) .
وَسَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَى غِلْمَانِهِ، كَثِيرَ الْإِهَانَةِ لَهُمْ وَالْعُقُوبَةِ، وَكَانُوا يَخَافُونَهُ خَوْفًا عَظِيمًا، فَاتُّفِقَ أَنَّهُ الْآنَ طَلَبَ غُلَامًا لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ تَأَخُّرَهُ عَنِ الْخِدْمَةِ، فَاعْتَذَرَ، فَلَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ، وَضَرَبَهُ، فَأَخْرَجَ الْغُلَامُ سِكِّينًا مَعَهُ، وَقَتَلَهُ، وَأُخِذَ الْغُلَامُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: لِأُرِيحَ النَّاسَ مِنْ ظُلْمِهِ.
وَكَانَ سَبَبُ مَلْكِهِ خُرَاسَانَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ، أَيَّامَ أَخِيهِ مَلِكْشَاهْ، مِنَ الْإِقْطَاعِ مَا مِقْدَارُهُ سَبْعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، وَكَانَ مَعَهُ بِبَغْدَاذَ لَمَّا مَاتَ، فَسَارَ إِلَى هَمَذَانَ فِي سَبْعَةِ غِلْمَانَ، وَاتَّصَلَ بِهِ جَمَاعَةٌ، فَسَارَ إِلَى نَيْسَابُورَ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا مَطْعَمًا، فَتَمَّمَ إِلَى مَرْوَ، وَكَانَ شِحْنَةُ مُرْوٍ أَمِيرٌ اسْمُهُ قُودَنُ مِنْ مَمَالِيكَ مَلِكْشَاهْ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ سَبَبَ تَنَكُّرِ السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ عَلَى نِظَامِ الْمُلْكِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي قَتْلِ نِظَامِ الْمُلْكِ، فَمَالَ إِلَى أَرْسِلَانَ أَرْغُوَنَ، وَسَلَّمَ الْبَلَدَ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَتِ الْعَسَاكِرُ إِلَيْهِ، وَقَصَدَ بَلْخَ، وَبِهَا فَخْرُ الْمُلْكِ بْنُ نِظَامِ الْمُلْكِ، فَسَارَ عَنْهَا، وَوَزَرَ لِتَاجِ الدَّوْلَةِ تُتُشْ، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ.
وَمَلَكَ أَرْسَلَانُ أَرْغُوَنَ بَلْخَ، وَتِرْمِذَ، وَنَيْسَابُورَ، وَعَامَّةَ خُرَاسَانَ، وَأَرْسَلَ إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute