للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ]

٤٨٧ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ

ذِكْرُ الْخُطْبَةِ لِلسُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، يَوْمَ الْجُمْعَةِ رَابِعَ عَشَرَ الْمُحَرَّمِ، خُطِبَ بِبَغْدَاذَ لِلسُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ بْنِ مَلِكْشَاهْ، وَكَانَ قَدِمَهَا أَوَاخِرَ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَأَرْسَلَ إِلَى الْخَلِيفَةِ الْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ يَطْلُبُ الْخُطْبَةَ، فَأُجِيبَ إِلَى ذَلِكَ، وَخُطِبَ لَهُ، وَلُقِّبَ رُكْنَ الدِّينِ.

وَحَمَلَ الْوَزِيرُ عَمِيدُ الدَّوْلَةِ بْنُ جَهِيرٍ الْخِلَعَ إِلَى بَرْكِيَارُقَ، فَلَبِسَهَا، وَعُرِضَ التَّقْلِيدُ عَلَى الْخَلِيفَةِ لِيُعَلِّمَ عَلَيْهِ، فَعَلَّمَ فِيهِ، وَتُوُفِّيَ فَجْأَةً عَلَى مَا نَذْكُرُهُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَوُلِّيَ ابْنُهُ الْإِمَامُ الْمُسْتَظْهِرُ بِاللَّهِ الْخِلَافَةَ، فَأَرْسَلَ الْخِلَعَ وَالتَّقْلِيدَ إِلَى السُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ، فَأَقَامَ بِبَغْدَاذَ إِلَى رَبِيعٍ مِنَ السَّنَةِ، وَسَارَ عَنْهَا إِلَى الْمَوْصِلِ.

ذِكْرُ وَفَاةِ الْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، يَوْمَ السَّبْتِ خَامِسَ عَشَرَ الْمُحَرَّمِ، تُوُفِّيَ الْإِمَامُ الْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الذَّخِيرَةِ بْنِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَجْأَةً، وَكَانَ قَدْ أُحْضِرَ عِنْدَهُ تَقْلِيدُ السُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ لِيُعَلِّمَ فِيهِ، فَقَرَأَهُ، وَتَدَبَّرَهُ، وَعَلَّمَ فِيهِ، ثُمَّ قُدِّمَ إِلَيْهِ طَعَامٌ،

<<  <  ج: ص:  >  >>