للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ]

٤٤٠ -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ

ذِكْرُ رَحِيلِ عَسْكَرِ يَنَّالَ عَنْ تِيرَانْشَاهْ وَعَوْدِ مُهَلْهِلٍ إِلَى شَهْرَزُورَ

قَدْ ذَكَرْنَا فِي السَّنَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ اسْتِيلَاءَ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ وَزِيرِ يَنَّالَ عَلَى شَهْرَزُورَ وَمُحَاصَرَتَهُ قَلْعَةَ تِيرَانْشَاهْ، وَلَمْ يَزَلْ يُحَاصِرُهَا إِلَى الْآنَ، فَوَقَعَ فِي عَسْكَرِهِ الْوَبَاءُ وَكَثُرَ الْمَوْتُ، فَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبِهِ يَنَّالَ يَسْتَمِدُّهُ وَيَطْلُبُ إِنْجَادَهُ، وَيُعَرِّفُهُ كَثْرَةَ الْوَبَاءِ عِنْدَهُ، فَأَمَرَهُ بِالرَّحِيلِ عَنْهَا، فَسَارَ إِلَى مَايَدَشْتَ. فَلَمَّا سَمِعَ مُهَلْهِلٌ ذَلِكَ سَيَّرَ أَحَدَ أَوْلَادِهِ إِلَى شَهْرزُورَ فَمَلَكَهَا، وَانْزَعَجَ الْغُزُّ الَّذِينَ بِالسِّيرَوَانِ وَخَافُوا.

ثُمَّ سَارَ جَمْعٌ مِنْ عَسْكَرِ بَغْدَاذَ إِلَى حُلْوَانَ، وَحَصَرُوا قَلْعَتَهَا، فَلَمْ يَظْفَرُوا بِهَا، فَنَهَبُوا تِلْكَ الْأَعْمَالَ وَأَتَوْا عَلَى مَا تَخَلَّفَ مِنَ الْغُزِّ، فَخُرِّبَتِ الْأَعْمَالُ بِالْكُلِّيَّةِ، وَسَارَ مُهَلْهِلٌ وَمَعَهُ أَهْلُهُ وَأَمْوَالُهُ إِلَى بَغْدَاذَ، فَأَنْزَلَهُمْ بِبَابِ الْمَرَاتِبِ، بِدَارِ الْخِلَافَةِ، خَوْفًا مِنَ الْغُزِّ، وَعَادَ إِلَى حُلَلِهِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ بَغْدَاذَ سِتَّةُ فَرَاسِخَ، وَسَارَ جَمْعٌ مِنْ عَسْكَرِ بَغْدَاذَ إِلَى الْبَنْدَنِيجَيْنِ، وَبِهَا جَمْعٌ مِنَ الْغُزِّ مَعَ عُكْبَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيَاضٍ، فَتَوَاقَعُوا وَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ بَغْدَاذَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ، وَأُسِرَ جَمَاعَةٌ قُتِلُوا أَيْضًا صَبْرًا.

ذِكْرُ غَزْوِ إِبْرَاهِيمَ يَنَّالَ الرُّومَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا إِبْرَاهِيمُ يَنَّالُ الرُّومَ، فَظَفِرَ بِهِمْ وَغَنِمَ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقًا كَثِيرًا مِنَ الْغُزِّ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ قَدِمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: بِلَادِي تَضِيقُ عَنْ مُقَامِكُمْ وَالْقِيَامِ بِمَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، وَالرَّأْيُ أَنْ تَمْضُوا إِلَى غَزْوِ الرُّومِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>