[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ]
٢٣٣ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ الْقَبْضِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قَبَضَ الْمُتَوَكِّلُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتِ، وَحَبَسَهُ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ صَفَرَ.
وَكَانَ سَبَبُهُ أَنَّ الْوَاثِقَ اسْتَوْزَرَ (مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَفَوَّضَ الْأُمُورَ كُلَّهَا إِلَيْهِ) وَكَانَ الْوَاثِقُ قَدْ غَضِبَ عَلَى أَخِيهِ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ، وَوَكَّلَ عَلَيْهِ مَنْ يَحْفَظُهُ وَيَأْتِيهِ بِأَخْبَارِهِ، فَأَتَى الْمُتَوَكِّلُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَسْأَلُهُ أَنْ يُكَلِّمَ الْوَاثِقَ لِيَرْضَى عَنْهُ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ لَا يُكَلِّمُهُ، ثُمَّ أَشَارَ عَلَيْهِ بِالْقُعُودِ فَقَعَدَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيْهِ الْتَفَتَ إِلَيْهِ كَالْمُتَهَدِّدِ، وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الرِّضَى عَنِّي، فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: انْظُرُوا، يُغْضِبُ أَخَاهُ ثُمَّ يَسْأَلُنِي أَنْ أَسْتَرْضِيَهُ لَهُ! اذْهَبْ، فَإِذَا صَلَحْتَ; رَضِيَ عَنْكَ.
فَقَامَ مِنْ عِنْدِهِ حَزِينًا، فَأَتَى أَحْمَدَ بْنَ أَبِي دُؤَادَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ، وَاسْتَقْبَلَهُ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ (وَقَبَّلَهُ) ، وَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ جُعِلْتُ فِدَاكَ! قَالَ: جِئْتُ لِتَسْتَرْضِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي، قَالَ: أَفْعَلُ، وَنِعْمَةُ عَيْنٍ وَكَرَامَةٍ! فَكَلَّمَ أَحْمَدُ الْوَاثِقَ بِهِ، فَوَعَدَهُ وَلَمْ يَرْضَ عَنْهُ، (ثُمَّ كَلَّمَهُ فِيهِ ثَانِيَةً فَرْضِي عَنْهُ) وَكَسَاهُ.
وَلَمَّا خَرَجَ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ الزَّيَّاتِ كَتَبَ إِلَى الْوَاثِقِ: إِنَّ جَعْفَرًا أَتَانِي فِي زِيِّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute