[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ]
ذِكْرُ الْمِحْنَةِ بِالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِبَغْدَاذَ فِي امْتِحَانِ الْقُضَاةِ وَالشُّهُودِ وَالْمُحَدِّثِينَ بِالْقُرْآنِ، فَمَنْ أَقَرَّ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ مُحْدَثٌ خَلَّى سَبِيلَهُ، وَمَنْ أَبَى أَعْلَمَهُ بِهِ لِيَأْمُرَهُ فِيهِ بِرَأْيِهِ، وَطَوَّلَ كِتَابَهُ بِإِقَامَةِ الدَّلِيلِ عَلَى خَلْقِ الْقُرْآنِ، وَتَرْكِ الِاسْتِعَانَةِ بِمَنِ امْتَنَعَ عَنِ الْقَوْلِ بِذَلِكَ، وَكَانَ الْكِتَابُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَأَمَرَهُ بِإِنْفَاذِ سَبْعَةِ نَفَرٍ، مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ مُسْتَمْلِي يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ، (وَإِسْمَاعِيلُ) بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيُّ، فَأُشْخِصُوا إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُمْ وَامْتَحَنَهُمْ عَنِ الْقُرْآنِ، فَأَجَابُوا جَمِيعًا: إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ. فَأَعَادَهُمْ إِلَى بَغْدَاذَ، فَأَحْضَرَهُمْ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دَارَهُ، وَشَهَرَ قَوْلَهُمْ بِحَضْرَةِ الْمَشَايِخِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ.
وَوَرَدَ كِتَابُ الْمَأْمُونِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِامْتِحَانِ الْقُضَاةِ وَالْفُقَهَاءِ، فَأَحْضَرَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبَا حَسَّانَ الزِّيَادِيَّ، وَبِشْرَ بْنَ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيَّ، وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي مُقَاتِلٍ، وَالْفَضْلَ بْنَ غَانِمٍ، وَالذَّيَّالَ بْنَ الْهَيْثَمِ، وَسَجَّادَةَ، وَالْقَوَارِيرِيَّ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَقُتَيْبَةَ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيَّ، وَعَلِيَّ بْنَ جَعْدٍ، وَإِسْحَاقَ بْنَ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَابْنَ الْهَرْشِ، وَابْنَ عُلَيَّةَ الْأَكْبَرَ، وَيَحْيَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيَّ، وَشَيْخًا آخَرَ مِنْ وَلَدِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute