[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ]
٢٣٦ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ مَقْتَلِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُصْعَبٍ أَخُو إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ إِسْحَاقَ أَرْسَلَ وَلَدَهُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِلَى بَابِ الْخَلِيفَةِ; لِيَكُونَ نَائِبًا عَنْهُ بِبَابِهِ، فَلَمَّا مَاتَ إِسْحَاقُ عَقَدَ الْمُعْتَزُّ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَلَى فَارِسٍ، وَعَقَدَ لَهُ الْمُنْتَصِرُ عَلَى الْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ (وَطَرِيقِ مَكَّةَ) فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَضَمَّ إِلَيْهِ الْمُتَوَكِّلُ أَعْمَالَ أَبِيهِ كُلَّهَا، وَحَمَلَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ وَأَوْلَادِهِ مِنَ الْجَوَاهِرِ الَّتِي كَانَتْ لِأَبِيهِ، وَالْأَشْيَاءِ النَّفِيسَةِ كَثِيرًا.
وَكَانَ عَمُّهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى فَارِسٍ، فَلَمَّا بَلَغَهُ مَا صَنَعَ الْمُتَوَكِّلُ وَأَوْلَادُهُ بِابْنِ أَخِيهِ سَاءَهُ ذَلِكَ، وَتَنَكَّرَ لِلْخَلِيفَةِ وَلِابْنِ أَخِيهِ، فَشَكَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ذَلِكَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِ، فَأَطْلَقَهُ فِي عَمِّهِ لِيَفْعَلَ بِهِ مَا يَشَاءُ، فَعَزَلَهُ عَنْ فَارِسٍ، وَاسْتَعْمَلَ مَكَانَهُ ابْنَ عَمِّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُصْعَبٍ، وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
فَلَمَّا سَارَ الْحُسَيْنُ إِلَى فَارِسٍ أَهْدَى إِلَى عَمِّهِ يَوْمَ النَّيْرُوزِ هَدَايَا، وَفِيهَا حَلْوَى فَأَكَلَ مُحَمَّدٌ مِنْهَا، وَأَدْخَلَهُ الْحُسَيْنُ بَيْتًا، وَوَكَّلَ عَلَيْهِ، فَطَلَبَ الْمَاءَ لِيَشْرَبَ، فَمُنِعَ مِنْهُ، فَمَاتَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute