[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ]
٢٦٢ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ الْمُوَفَّقِ وَالصَّفَّارِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي مَحَرَّمٍ، سَارَ الصَّفَّارُ مِنْ فَارِسَ إِلَى الْأَهْوَازِ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمُعْتَمِدَ إِقْبَالُهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ وَبُفْرَاجُ، أَطْلَقَ مَنْ كَانَ فِي حَبْسِهِ مِنْ أَصْحَابِ يَعْقُوبَ، فَإِنَّهُ كَانَ حَبَسَهُمْ لَمَّا أَخَذَ يَعْقُوبُ مُحَمَّدَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَعَادَ إِسْمَاعِيلُ بِرِسَالَةٍ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ، (فَجَلَسَ أَبُو أَحْمَدَ بِبَغْدَاذَ، وَكَانَ قَدْ أَخَّرَ مَسِيرَهُ إِلَى الزَّنْجِ لِمَا بَلَغَهُ مِنْ خَبَرِ يَعْقُوبَ) ، وَأَحْضَرَ التُّجَّارَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْلِيَةِ يَعْقُوبَ خُرَاسَانَ، وَجُرْجَانَ، وَطَبَرِسْتَانَ، وَالرَّيَّ، وَفَارِسَ، وَالشُّرْطَةَ بِبَغْدَاذَ، كَانَ بِمَحْضَرٍ مِنْ دِرْهَمٍ صَاحِبِ يَعْقُوبَ، كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ أَرْسَلَهُ يَطْلُبُ لِنَفْسِهِ مَا ذَكَرْنَا، وَأَعَادَهُ أَبُو أَحْمَدَ إِلَى يَعْقُوبَ، وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ سِيمَا، بِمَا أُضِيفَ إِلَيْهِ مِنَ الْوِلَايَاتِ.
فَعَادَ الرُّسُلُ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَا يُرْضِيهِ مَا كَتَبَ بِهِ دُونَ أَنْ يَسِيرَ إِلَى بَابِ الْمُعْتَمِدِ! وَارْتَحَلَ يَعْقُوبُ مِنْ عَسْكَرِ مُكْرَمٍ، وَسَارَ إِلَيْهِ أَبُو السَّاجِ، وَصَارَ مَعَهُ، فَأَكْرَمَهُ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ وَوَصَلَهُ.
فَلَمَّا سَمِعَ الْمُعْتَمِدُ رِسَالَةَ يَعْقُوبَ خَرَجَ مِنْ سَامَرَّا فِي عَسَاكِرِهِ، وَسَارَ إِلَى بَغْدَاذَ، ثُمَّ الزَّعْفَرَانِيَّةِ، فَنَزَلَهَا، وَقَدَّمَ أَخَاهُ الْمُوَفَّقَ، وَسَارَ يَعْقُوبُ مِنْ عَسْكَرِ مُكْرَمٍ إِلَى وَاسِطَ، فَدَخَلَهَا لَسْتٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَارْتَحَلَ الْمُعْتَمِدُ مِنَ الزَّعْفَرَانِيَّةِ إِلَى سَيْبِ بَنِي كَوْمَا، فَوَافَاهُ هُنَاكَ مَسْرُورٌ الْبَلْخِيُّ عَائِدًا مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ، وَسَارَ يَعْقُوبُ مِنْ وَاسِطَ إِلَى دَيْرِ الْعَاقُولِ ; وَسَيَّرَ الْمُعْتَمِدُ أَخَاهُ الْمُوَفَّقَ فِي الْعَسَاكِرِ لِمُحَارَبَةِ يَعْقُوبَ، فَجَعَلَ الْمُوَفَّقُ عَلَى مَيْمَنَتِهِ مُوسَى بْنَ بُغَا، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ مَسْرُورًا الْبَلْخِيَّ، وَقَامَ هُوَ فِي الْقَلْبِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute