لِأُمِّهَا أُمِّ رُومَانَ، أَسْلَمَ قَدِيمًا قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الْأَرْقَمِ، وَكَانَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ، وَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَعْتَقَهُ، فَكَانَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ، وَكَانَ يَرُوحُ بِغَنَمِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِلَى أَبِي بَكْرٍ لَمَّا كَانَا فِي الْغَارِ، وَهَاجَرَ مَعَهُمَا إِلَى الْمَدِينَةِ يَخْدِمُهُمَا، وَشَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً. وَلَمَّا طُعِنَ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! وَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ لِتُدْفَنَ مَعَ الْقَتْلَى، فَقِيلَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ دَفَنَتْهُ.
وَمِنْهُمْ: أَبُو فُكَيْهَةَ، وَاسْمُهُ أَفْلَحُ، وَقِيلَ يَسَارٌ، وَكَانَ عَبْدًا لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ، أَسْلَمَ مَعَ بِلَالٍ، فَأَخَذَهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَرَبَطَ فِي رِجْلِهِ حَبْلًا، وَأَمَرَ بِهِ فَجُرَّ ثُمَّ أَلْقَاهُ فِي الرَّمْضَاءِ، وَمَرَّ بِهِ جُعَلٌ فَقَالَ لَهُ أُمَيَّةُ: أَلَيْسَ هَذَا رَبَّكَ؟ فَقَالَ: اللَّهُ رَبِّي وَرَبُّكَ وَرَبُّ هَذَا، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، وَمَعَهُ أَخُوهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَقُولُ: زِدْهُ عَذَابًا حَتَّى يَأْتِيَ مُحَمَّدٌ فَيُخَلِّصَهُ بِسِحْرِهِ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَاشْتَرَاهُ وَأَعْتَقَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ كَانُوا يُعَذِّبُونَهُ، وَإِنَّمَا كَانَ مَوْلًى لَهُمْ، وَكَانُوا يَضَعُونَ الصَّخْرَةَ عَلَى صَدْرِهِ حَتَّى دُلِعَ لِسَانُهُ فَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ، وَهَاجَرَ وَمَاتَ قَبْلَ بَدْرٍ.
وَمِنْهُمْ: لُبَيْنَةُ جَارِيَةُ بَنِي مُؤَمَّلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَسْلَمَتْ قَبْلَ إِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ عُمَرُ يُعَذِّبُهَا حَتَّى تُفْتَنَ ثُمَّ يَدَعُهَا، وَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَدَعْكِ إِلَّا سَآمَةً، فَتَقُولُ: كَذَلِكَ يَفْعَلُ اللَّهُ بِكَ إِنْ لَمْ تُسْلِمْ، فَاشْتَرَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهَا.
وَمِنْهُمْ: زِنِّيرَةُ، كَانَتْ لِبَنِي عَدِيٍّ، وَكَانَ عُمَرُ يُعَذِّبُهَا، وَقِيلَ: كَانَتْ لَبَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ أَبُو جَهْلٍ يُعَذِّبُهَا حَتَّى عَمِيَتْ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ اللَّاتَ وَالْعُزَّى فَعَلَا بِكِ. فَقَالَتْ: وَمَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute