للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَاجَ الْبَحْرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَارْتَفَعَ مِنْهُ دُخَّانٌ أَسْوَدُ مُظْلِمٌ مُنْتِنٌ، وَغَارَ مِنْهَا نَهْرٌ عَلَى فَرْسَخٍ لَا يُدْرَى أَيْنَ ذَهَبَ، وَسَمِعَ أَهْلُ سِيسَ، فِيمَا قِيلَ: صَيْحَةً دَائِمَةً هَائِلَةً، فَمَاتَ مِنْهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَتَزَلْزَلَتْ دِيَارُ الْجَزِيرَةِ، وَالثُّغُورِ، وَطَرَسُوسَ، وَأَدَنَةَ، وَزُلْزِلَتِ الشَّامُ، فَلَمْ يَسْلَمْ مِنَ اللَّاذِقِيَّةِ إِلَّا الْيَسِيرُ، وَهَلَكَ أَهْلُ جَبَلَةَ.

وَفِيهَا غَارَتْ مُشَاشُ عَيْنِ مَكَّةَ، فَبَلَغَ ثَمَنُ الْقِرْبَةِ دِرْهَمًا، فَبَعَثَ الْمُتَوَكِّلُ مَالًا، وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا.

وَفِيهَا مَاتَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَهِلَالُ الرَّأْيِ.

وَفِيهَا هَلَكَ نَجَاحُ بْنُ سَلَمَةَ، وَكَانَ سَبَبُ هَلَاكِهِ أَنَّهُ كَانَ عَلَى دِيوَانِ التَّوْقِيعِ، وَتَتَبُّعِ الْعُمَّالِ، وَكَانَ عَلَى الضِّيَاعِ، فَكَانَ جَمِيعُ الْعُمَّالِ يَتَوَقَّوْنَهُ، وَيَقْضُونَ حَوَائِجَهُ، وَكَانَ الْمُتَوَكِّلُ رُبَّمَا نَادَمَهُ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُخَلَّدٍ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدِ انْقَطَعَا إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ، وَزِيرِ الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ الْحَسَنُ عَلَى دِيوَانِ الضَّيَاعِ، وَمُوسَى

<<  <  ج: ص:  >  >>