ذِكْرُ وَفَاةِ الرَّبِيعِ
وَفِيهَا مَاتَ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ الْحَارِثِيُّ عَامِلُ خُرَاسَانَ مِنْ قِبَلِ زِيَادٍ.
وَكَانَ سَبَبُ مَوْتِهِ أَنَّهُ سَخِطَ قَتْلَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: لَا تَزَالُ الْعَرَبُ تُقْتَلُ صَبْرًا بَعْدَهُ، وَلَوْ نَفَرَتْ عِنْدَ قَتْلِهِ لَمْ يُقْتَلْ رَجُلٌ مِنْهُمْ صَبْرًا، وَلَكِنَّهَا أَقَرَّتْ فَذَلَّتْ:
ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ هَذَا الْكَلَامِ جُمُعَةً، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُ الْحَيَاةَ وَإِنِّي دَاعٍ بِدَعْوَةٍ فَأَمِّنُوا! ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ عَاجِلًا! وَأَمَّنَ النَّاسُ، ثُمَّ خَرَجَ فَمَا تَوَارَتْ ثِيَابُهُ حَتَّى سَقَطَ فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، وَاسْتُخْلِفَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ، ثُمَّ مَاتَ ابْنُهُ بَعْدَهُ بِشَهْرَيْنِ وَاسْتُخْلِفَ خُلَيْدُ بْنُ يَرْبُوعٍ الْحَنَفِيُّ، فَأَقَرَّهُ زِيَادٌ. وَلَمَّا مَاتَ زِيَادٌ كَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ، وَكَانَ عَلَى الْكُوفَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ، فَأَقَرَّ سَمُرَةَ عَلَى الْبَصْرَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَقِيلَ: سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ عَزَلَهُ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ سَمُرَةُ: لَعَنَ اللَّهُ مُعَاوِيَةَ! وَاللَّهِ لَوْ أَطَعْتُ اللَّهَ كَمَا أَطَعْتُهُ مَا عَذَّبَنِي أَبَدًا.
وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَمُرَةَ فَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَأَمَرَ سَمُرَةُ بِقَتْلِهِ فَقُتِلَ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: ١٤] ، قَالَ: وَمَا مَاتَ سَمُرَةُ حَتَّى أَخَذَهُ الزَّمْهَرِيرُ فَمَاتَ شَرَّ مِيتَةٍ.
(الثُّوَيَّةُ بِضَمِّ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَفَتْحِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ: مَوْضِعٌ فِيهِ مَقْبَرَةٌ) .
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
حَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَكَانَ عَامِلَ الْمَدِينَةِ، وَخَرَجَتْ هَذِهِ السَّنَةُ وَعَلَى الْكُوفَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ، وَعَلَى الْبَصْرَةِ سَمُرَةُ وَعَلَى خُرَاسَانَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute