أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّةُ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ قُطِعَ بِهَا النَّهْرُ، فَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا سَمَّاهُ صُغْدَى، وَاسْتَعَارَتِ امْرَأَتُهُ مِنَ امْرَأَةِ صَاحِبِ الصُّغْدِ حُلِيَّهَا فَلَمْ تُعِدْهُ إِلَيْهَا وَذَهَبَتْ بِهِ. وَوَجَّهَ جَيْشًا إِلَى خُجَنْدَةَ فِيهِمْ أَعْشَى هَمْدَانَ فَهُزِمُوا، فَقَالَ الْأَعْشَى:
لَيْتَ خَيْلِي يَوْمَ الْخُجَنْدَةِ لَمْ تُهْ ... زَمْ وَغُودِرَتْ فِي الْمَكَرِّ سَلِيبَا
تَحْضُرُ الطَّيْرُ مَصْرَعِي وَتَرَوَّحْ ... تُ إِلَى اللَّهِ بِالدِّمَاءِ خَضِيبَا
ذِكْرُ وِلَايَةِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ وَطَلْحَةِ الطَّلَحَاتِ سِجِسْتَانَ
وَلَمَّا اسْتَعْمَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ سَلْمَ بْنَ زِيَادٍ عَلَى خُرَاسَانَ اسْتَعْمَلَ أَخَاهُ يَزِيدَ عَلَى سِجِسْتَانَ، فَغَدَرَ أَهْلُ كَابُلَ فَنَكَثُوا وَأَسَرُوا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ زِيَادٍ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ فِي جَيْشٍ فَاقْتَتَلُوا وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَقُتِلَ مِنْهُمْ كَثِيرٌ، فَمِمَّنْ قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَصِلَةُ بْنُ أَشْيَمٍ أَبُو الصَّهْبَاءِ الْعَدَوِيُّ زَوْجُ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، فَلَمَّا بَلَغَ الْخَبَرُ سَلْمَ بْنَ زِيَادٍ سَيَّرَ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيَّ، وَهُوَ طَلْحَةُ الطَّلَحَاتِ، فَفَدَى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ زِيَادٍ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَسَارَ طَلْحَةُ مِنْ كَابُلَ إِلَى سِجِسْتَانَ وَالِيًا عَلَيْهَا، فَجَبَى الْمَالَ وَأَعْطَى زُوَّارَهُ، وَمَاتَ بِسِجِسْتَانَ وَاسْتَخْلَفَ رَجُلًا مِنْ بَنِي يَشْكُرَ، فَأَخْرَجَتْهُ الْمُضَرِيَّةُ وَوَقَعَتِ الْعَصَبِيَّةُ فَطَمِعَ فِيهِمْ رِتْبِيلُ.
ذِكْرُ وِلَايَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ الْمَدِينَةَ وَالْحِجَازَ وَعَزْلِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ
قِيلَ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ يَزِيدُ عَمْرَو بْنَ سَعْدٍ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلَّاهَا الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَظْهَرَ الْخِلَافَ عَلَى يَزِيدَ وَبُويِعَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ، فَإِنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ الْحُسَيْنِ قَامَ فِي النَّاسِ فَعَظَّمَ قَتْلَهُ وَعَابَ أَهْلَ الْكُوفَةِ خَاصَّةً وَأَهْلَ الْعِرَاقِ عَامَّةً، فَقَالَ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ أَهْلَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute